|


أحمد الفهيد
أحبك وأشجعك
2018-03-17

حين أعدّ الأندية التي أشجعها؛ فإنني أضع اسم المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو بينها، كأن أكتب مثلًا: أشجع ريال مدريد وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد ومورينهو.



هذه حالة إعجاب بالغة التَعَلّق أعرف، لكنني سعيد بها، إذ أجد في هذا المدرب دائمًا فوزًا ما، مورينهو لا يجعلني أخسر أبدًا، من تحت ركام الهزيمة يخرج وفي يده شيء من بقايا فوز لم يتحقق، يعيد تهيئته ليصبح انتصارًا عظيمًا لاحقًا.



علي السمحان وهو صديق عزيز جدًّا، بل نبضة تدق في قلبي لتحييني، له رأي أتفق معه، بل إنني أحب رأيه هذا كما أحبه هو.. يقول علي ـ الذي يناصب صديقي العزيز جدًّا، النور الذي يضيء ما أظلم مني، والعقل الذي أفكر به، البرشلوني فوزي اليحيى العداء كرويًّا بسبب تعليقاته الفنية المتسرعة والمتطرفة، إن ‏ريال مدريد «البطل الكبير منذ 4 أعوام، لم يكن ليصبح بطلًا بهذه القوة والهيبة، وهذا التتويج المتدفق، لو لم يمر به مورينهو المدرب الذي أعاد الحياة له، وضخ في قلوب رجاله بحرًا من دماء الثقة وهذّب أداءهم»..!



ما مناسبة هذا الحديث الآن؟!؛ لأن ما سيأتي تاليًا هو كلام قاله مورينهو البارحة، تعليقًا على الخسارة الأوروبية المفاجئة من إشبيلية، والحقيقة أنه كلام عظيم، سيفهمه جيدًا من يؤمنون بأن البطولة في كرة القدم لا تحدث فجأة.. ربما تأتي «صدفة» مرة في العمر، لكنها بالنسبة لمن يريدون أن يكونوا كبارًا، هي تحتاج إلى تخطيط وصبر وثقة.



يقول مورينهو ـ وأنقل كلامه كما نشره حساب «صحيفة مانشستر يونايتد» على تويتر ـ: «سعيد بما رأيته من اللاعبين بعد المباراة، سعيد بأن الناس كانوا حزينين ومذعورين، سعيد بأننا كنا جميعًا على غلاف واحد. سعدتُ برؤية اللاعبين يعودون مجددًا لصفحتي. ليس هناك وقت كثير للبقاء حزينًا.. كل مباراة مهمة وأنا واثق تمامًا أن بعض جماهير يونايتد لم تكن لتبادل الفوز على ليفربول بفوزٍ على إشبيلية، لكن بالنسبة لي، فإن كل مباراة مختلفة عن الأخرى. 



في 2013، خرج يونايتد على ملعب أولدترافورد في دور الـ 16، وكنت أنا على دكة مدرب الفريق الخصم في 2014 خرج من ربع النهائي، في 2015 لم يشارك في أي بطولة أوروبية، في 2016 عاد لأبطال أوروبا، وخرج من مرحلة المجموعات، ذهب للدوري الأوروبي وأُقصي من مرحلة خروج المغلوب الثانية، في 2017 شارك في يوروباليغ وفاز بالبطولة معي، في 2018 فاز بمرحلة المجموعات بـ 15 نقطة من أصل 18، وخرج من دور الـ 16 على ملعب أولدترافورد.. هذه إحصائيات حقيقية.. هل تريدون إحصائيات أخرى حقيقية؟!.. في آخر 7 سنوات، أسوأ مركز لمانشستر ستي في بريميرليغ كان الرابع، في آخر 7 سنوات، فاز باللقب مرتين واللقب الثالث قادم بعد أسابيع، هذا هو الإرث الكروي، أتريد أن تعلم أيضًا ما هو الإرث الكروي؟!.. هو أن أوتاميندي كيڤين دي بروين فيرناندينيو سيلڤا ستيرلينغ وأغويرو كانوا استثمارات من الماضي، ليس في آخر سنتين كانوا من الماضي!



‏عندما أغادر فإن المدرب القادم لمانشستر يونايتد سيجد هنا لوكاكو ماتيتش بالطبع دي خيا سيجد لاعبين بعقلية مختلفة ومن طرازٍ مختلف، وبخلفية وفكر وعلمٍ مختلف».

شكرًا مورينهو أحبك وأشجعك..