بعد أن قارب عصر الصحف الورقية على الانتهاء، وهو بالفعل تم في غالبية الدول الأوروبية.. التي باتت توزع لديها الصحف بالمجان.. فإن عصر الفضائيات سيتبعه.. وهذا ديدن الإعلام منذ أكثر من 150 عامًا.. وهكذا..
فنحن معشر الكرويين من إعلام وجماهير وإدارات أندية، إلى عهد قريب كنا ننتظر.. ونحرص كل مساء لنطالع ما تجود به عليها هذه الفضائيات الكروية.. ولكن منذ العام الماضي.. بات اليوتيوب ومجموعات الواتساب.. بين الأصدقاء والمشجعين والأقارب.. تقدم للجميع وجبة إعلامية تعني المختصر المفيد.. من لقطات طريفة أو جريئة.. أو حتى تحمل كلمات لا تليق بالرياضيين..
وتلك اللقطة أو التسجيل لا تتجاوز مدتها الثلاث دقائق.. والغريب أن هناك سباقًا كبيرًا.. بين القروبات بإرسال هذه اللقطات.. ولعل القادم وما نراه أن اليوتيوب سيحل مكان الفضائيات بشكل أكبر.. وسيكون لكل إعلامي رياضي قناة يوتيوب خاصة به.. وعبر الوقت سيكون هناك مداخلات بين هذا الإعلامي في قناته الخاصة.. بمعنى سيكون لدى هذا الإعلامي الرياضي أو ذاك.. قناة فضائية مصغرة، وبالتالى لا تحتاج إلى عربة نقل.. أو أقمار صناعية.. وحجز بث.. ومعد للبرنامج ومخرج إلخ...
المتطلبات.. ولهذا ونحن على مقربة من نهاية هذه الفضائيات.. وبمناسبة الحديث عن الفضائيات.. طالعت الأسبوع الماضي وعقب هزيمة نادي الهلال من فريق الريان.. وفي نفس الليلة أحد أبرز البرامج مشاهدة وحديثها عن خروج الهلال مهزومًا، وتراجع فرصته في التأهل، وإن كان في عالم الكرة كلمة مستحيل ممنوعة.. ولقد أيقنت حينها أن إدارات الأندية لها سطوة على البرامج..
إذا افتقد البرنامج للعناوين الرنانة.. التي تثير الجماهير.. واختفت الموسيقى التصويرية المرعبة.. وتم الصوت العالي.. فظهر البرنامج كأنه يقدم الولاء والطاعة للاعبي الهلال.. وأن مصير كل الفرق الهزيمة حتى برشلونة.. سيلقى ذات المصير.. وهذا حال العظماء.. فقلت بالله كيف لو كان مكان الهلال فرق الأهلي والاتحاد والنصر.. ونالوا نفس المصير الذي بلغه نادي الهلال..
الإجابة أتصور في أعينكم قبل ألسنتكم.. وما علينا ألا ننتظر إعلام الأشخاص.. عن قريب إن شاء الله الذي لا يحتاج واسطة.. أو توصية تحت أسلوب الترغيب والترهيب الذي عاشه ويعيشه الإعلام الفضائي.. وللأسف كنت أتصور أن الأيام حبلى بكشف هذا المستور.. فهل من المعقول أن ننظر كل ليلة إلى أشخاص.. لا نستفيد من طرحهم إلا الاستهزاء.. والنكاية والنيل من الآخرين.. في وسط رياضي ديدنه الروح الرياضية.. فأهلا بالإعلام الجديد.