منذ خسر نهائي آسيا وهو يترنح. حاول التماسك والثبات ولعب دور البطل الذي لا يتأثر بالضربات القاضية ولكنه في نهاية المشوار سقط. أكثر من عام دون خسارة والآن لا يستطيع الفوز. تبدلت الأحوال وأصبح الهلال غير الهلال. حصل على كل شيء الموسم الماضي والآن لا يقوى حتى على الوقوف. لو كان فيلماً سينمائياً لما صدقنا أحداثه واعتقدنا أن المخرج شطح بخياله وبالغ في قلب الأمور على رأس البطل.
مشكلة الهلال ليست وليدة اليوم بل هي تراكمية وممتدة. فالأمور الصغيرة التي اعتقدنا أنها لا تهم جاءت في وقت الحصاد لتجر الفريق للوراء. عندما يصل فريق إلى القمة ويحقق الانتصارات نعتقد أنه لن يسقط أبداً مهما فعلنا. لا يوجد رأس حربة.. لا يهم فالفريق يفوز بدونه. الحارس زايد وزنه.. بكيفه فزنا وهو حارسنا. اللاعب الأجنبي مقلب.. لا يهم فدلينا إدواردو حلال العقد.
لا وقت الآن لتغييرات واسعة، ولكن بقاء الحال على ما هو عليه سيكلف الهلال الدوري. الهلال بحاجة لقرارات سريعة وحاسمة تُخرج الفريق من الغيبوبة التي دخل فيها. لا وقت للمجاملات وانتظار مزيد من الكوارث. أول هذه القرارات الإبقاء على المدرب خوان براون وعدم التعاقد مع مدرب آخر مهما كانت النتائج، فالفريق لا يتحمل هزة جديدة. من المهم إراحة ياسر والشهلوب إلى نهاية الموسم. كما يجب اللعب بالفريق الأساسي في المباريات المتبقية والثبات على تشكيلة واحدة. التغييرات المستمرة في طريقة اللعب واللاعبين أفقدت الفريق شخصيته وجعلت الاجتهادات الفردية اليائسة تقود الفريق.
الهلال ليس بحاجة لمزيد من الاجتهادات.. ليس بحاجة للمحاولة والخطأ.. لو كنت مدرباً لرجعت لما يعرفه اللاعبون جيدا وبدأت "قدر المستطاع" بتشكيلة تتكون من الحبسي وجحفلي وهوساوي والبريك والشهراني وعطيف "الخيبري" والفرج وميليسي مع مشاركة خربين وبن شرقي خلف ريفاس. ترك الأطراف للظهيرين وقيام بن شرقي وخربين بأدوار العابد وإدواردو مفتاح عودة الهلال لشكله الطبيعي.
عندما قال فارس الروضان:
اذكريني كل ما فاز الهلال.. كان ودك طول عمرك تذكرين
لم يتوقع أن فوز الهلال سيصبح نادراً لهذه الدرجة، لم يتوقع أن الهزيمة ستتحول لشيء طبيعي ومتوقع. أصبحت مشاهدة الهلال تؤذي القلب وتجلب الهم. مؤلمة مشاهدة الموج الأزرق يغرق.