كرة القدم ليست أموالاً فقط، هي فكر ومال، واستخدام الفكر بتوظيف المال، وهي مجموعة من المركبات والعناصر أشبه بالكيمياء، بحيث لو زاد عنصر على الآخر لفسدت التركيبة من الأساس!
اعتقد بأن سبب فشل باريس سان جيرمان الذي يملكه جهاز قطر للاستثمار ويترأسه ناصر الخليفي، رغم الملايين العظيمة التي أنفقت عليه منذ 2011م، والتي تصل لمليار يورو، أنه لا يوجد فكر مقنن يضع الأمور في نصابها الصحيح ويأتي بالمفيد، فـPSG الذي يضع الفوز بلقب دوري الأبطال بقائمة أولوياته، توالت عليه السنوات وهو يخرج بخفي حنين، وفي الموسمين الماضيين خرج مبكرًا من البطولة، دلالة على أن المال وحده لا يجعل منك بطلاً!!
في حين أن فريق كمدريد لم ينفق سوى330 مليون يورو السنوات الخمس الأخيرة، وسيطر على اللقب بشكل كبير! المسألة ليست مسألة أموال ومليارات، إنها مسألة فكر وحسب، إرادة حنكة حكمة ووضع المال في مكانه الصحيح والمقنن!
باريس.. تبديد أموال وخسارة ألقاب ووقوع تحت طائلة عقوبات/مسائلات من الاتحاد الأوروبي؛ بسبب قواعد اللعب المالي النظيف!
الخليفي بإخفاقه مع باريس ذكرني بالروسي الملياردير رومان إبراهيموفيتش مالك تشيلسي، الذي أنفق الملايين لجلب لاعبين أقوياء للحصول على لقب دوري الأبطال، لكن استغرق الأمر طويلاً ولا يزال يعاني!
الحلم الأوروبي ليس حلم المستثمرين القطريين وناصر وحدهم، لكنه حلم الخارجين من جنة برشلونة لجحيم باريس ألفيس ونيمار الذين تعودوا على اللقب مع النادي الكتالوني!
نيمار “الطماع” أخطأ التقدير بخروجه من البارسا وذهابه لباريس؛ فلا جنى “بلح الشام ولا عنب اليمن”، بعد أن كان ينوي الخروج من جلباب ميسي والفوز بجائزة الكرة الذهبية، وفضل الأموال القطرية على خبرة وحنكة برشلونة!
دوري الأبطال الأوروبي ضحك كثيرًا لفريق “الحلوى البيضاء”، وأصبح وجبتهم المفضلة أوروبيًّا، واستطاعوا إخماد الثورة الفرنسية ذهابًا/إيابًا بسلاح يتعدى مجرد كونه الـBBC لأسلحة أخرى، يتقدمها أسينسيو ولوكاس لقيادة معركة زيدان الديمقراطية والحصول على ثقته وقطف أزهار حديقة الأمراء ورميها بعيدًا وجعلها متصحرة وجرداء!
باريس أهدر الملايين على صفقات نيمار ومبابي الصيف الماضي، 400 مليون يورو بلا عائد إيجابي، فنيمار برشلونة الثائر العاشق المجنون ليس هو نيمار باريس!
حلم باريس موسم بعد آخر في اللقب الأوروبي يتحطم مبكرًا على صخرة أندية “الليجا” الكبار، وهذه لعنة حظ باريس ومن يقف على رأس هرمه يبعثر الأموال ويندب الحظ ويلعن الظروف!!