|


فهد عافت
لحظة الإلهام!
2018-03-08

الإلهام، حالة الخدر والانفلات من الواقع إلى أن ترى الطائر!، ذات الطائر الذي رآه الصياد العجوز في رواية همنجواي “الشيخ والبحر”، الطائر الذي يغط بسرعة في الماء ويخرج، ليدلّك على إمكانية وجود سمك في هذه المساحة المحددة من الماء!.



ـ لكن الإلهام قد يمرك دون أن تدري به، أو يمرك دون أن تلتفت إليه أو تستفيد منه، ذلك لأنك لم تكن جاهزًا للصيد. عندما تأتي للبحر لا يكفي المركب، ولا نيّة الصيد!،..



ـ لا بد من أن تكون قد هيّأت الشبكة، أو رميت السنّارة بطعم مناسب، مع الأمل والصبر، الأمل موهبة أيضًا، وكذلك الصبر!، إنها مواهب ويمكن صقلها!.



ـ وهنا يأتي دور القراءة، القراءة المتواصلة والمرميّة مسبقًا في كل اتجاه، وإلا فلا ملامة على الطائر إن لم يقدّم لك خَفْقَة العون!.



ـ كان الصياد العجوز في الرواية يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع كثيرًا، هو لا يتذكر متى بدأ ذلك، مثله مثل كل الصيادين، أنا واثق من أن الشعراء يفعلون ذلك عندما يكونون لوحدهم دائمًا، ويغنون، وأظن أن كل الفنانين يفعلون ذلك!. سأجازف وأتحدث باسمهم جميعًا:



ـ أهل الفن يتحدثون مع الآخرين عند الضرورة فقط، وفي الأحوال السيئة فقط!، لكنهم في داخلهم يشعرون أن الكلمات مخلوقة ليتحدثوا بها لأنفسهم ومع أنفسهم.. الشعراء خاصةً!.



ـ وعلى الفنان، الشاعر خاصةً، أن يكون منتبهًا دائمًا إلى حكمة صيد البحر، سطر من الشيخ والبحر: “إن كل ما يطفو على سطح الماء يمضي بسرعة فائقة”!، ما لم تُمسِك به خَطفًا، فإن كل حيٍّ بحري، ماكِر ومرِن وانسيابيّ، يستدير ويلف، أو يغوص عميقًا، يفلت وينجو!.



ـ أيها الشاعر، تذكّر دائمًا أنّها “بحور”!.