|


هيا الغامدي
«الحسا تركض».. نموذج إيجابي للمبادرات!
2018-03-05

الرياضة في نظر علماء النفس والاجتماع، المجدد لنشاط الفكر وشحذ العزيمة وصقل الإرادة، وتحدي النفس التي تركن للراحة والاسترخاء والرفع من قوة تحمل الجسم، رغم أنه ليس من السهولة تخطي الحاجز النفسي الذي يعيق الإنسان عن ممارسة الرياضة!



والإسلام دين شمولية، ومن جمالياته اهتمامه بالإنسان “بدنًا وروحًا”، فوفر للروح احتياجاتها وغذائها، وجعل للبدن حقه واحتياجاته، وعوامل تزيد من قوته وقوامه!



فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير! الرياضة مطلب شرعي لا يندرج تحت إطار اللهو، إذا لم يشغل الفرد عن عبادته أو قللت من هيبته واحترام الناس له!



والإسلام اهتم برياضة المرأة وأعطى لها حق ممارستها في الإطار الشرعي، بعيدًا عن الإضرار بدينها والتأثير على دنياها، ومنها حديث الرسول عن مسابقته لعائشة زوجته مرتين سبقته مرة وسبقها مرة، وقوله: هذه بتلك!



وفي الإطار نفسه: “علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”، ولا يجب أن نغفل رياضة الطفل “نواة المجتمع”، لحاجته المستمرة إلى تنمية قدراته ومواهبه، وكونها باب معرفة وتحصيل للمعلومات وتفريغ للطاقات ومحاربة للكبت والانطوائية!



والشباب أكثر شريحة بالمجتمعات بحاجة “إلى تحصين/ واحتواء” من الشرور والآفات والأفكار الضالة والمعتقدات الفكرية وويلات المخدرات، ورفقاء السوء الذين يتكاثرون في كل مكان وزمان! وانتشار معدلات الجريمة!



الدولة وضعت ضمن أجندتها استقطاب طاقات الشباب وتفريغها بما يفيد، ووضعت الخطط والأهداف، ويبقى الدور على القطاع الخاص لتفعيل دوره بالمسؤولية الاجتماعية والتعاون المشترك مع الجهات الحكومية المختصة!



في انتظار المزيد من المبادرات والتعاون المشترك بين شركات القطاع الخاص والهيئة العامة للرياضة “الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية”، ووزارة التعليم والبلديات/ الأمانات؛ لتكثيف البرامج الرياضية الشبابية واستغلال المرافق العامة!



أعجبني كثيرًا ماراثون “الحسا تركض”، وأود الإشادة به وبالمنظمين، وهو أول ماراثون نسائي سعودي، وأعتبره ماراثونًا عائليًّا؛ لمشاركة الأسرة بكل أطيافها الرجل، المرأة، الطفل، والمسن!



مبادرة إيجابية رائعة للقطاع الخاص، ممثلاً بمستشفى الموسى التخصصي بالحسا، بالتعاون مع هيئة الرياضة وهيئة الترفيه! مثل هذه المبادرات الإيجابية نشجع عليها وندعو إليها، فمزيد من التفاعل من قطاع البنوك والشركات وانتظار المزيد ممن لهم دور بالشراكة المجتمعية كأرامكو وغيرها من شركات القطاع الخاص؛ لتوسيع قاعدة ممارسة الرياضة بالمملكة بشكل منتظم، يسهم في الارتقاء بنسبة الممارسة، ولإزاحة حاجز الاستحياء والخوف من ممارسة المرأة لرياضة المشي “سابقًا” بالأماكن العامة وتوعية المجتمع!