|


فهد عافت
سليمان الفليّح: رمز الذئب!
2018-03-04

رواية تنتصر للبادية، للهبوب وللسّهوب، للطبيعة وللحياة الطبيعيّة، تنتصر للذئاب، كأنها قصيدة لسليمان الفليّح!.



ـ رواية عن الأرض البِكْر، التي تنمو كما أراد الله لها دون تدخّلٍ من أحد، دون حاجة لإعادة صياغة بشريّة: " أوْمَأَ برأسه: السهوب عبارة عن حياة كبرى، لكنها أكثر رِقّةً من جفن العين. إذا مزّقْتَ غشاءها العشبي فأنتَ تصيبها بالعمى"!.



ـ رواية حيث الصيد ليس تَرَفًا، ولا يحمل رفاهية أنْ يسأل الصيّاد عن العدد، ما إذا كان وفيرًا أم لا!،..: "لا تسأل عن الأعداد عندما تُمارس الصيد، لن تصطاد شيئًا إذا فَعَلْتَ ذلك"!.



ـ رواية مشوِّقة، ستعرف بعدها أنّ الذئاب هي أفضل المحاربين في العالَم، وكيف أنه إذا كان هناك ذئبان يعملان بالتنسيق مع بعضهما بعضًا، فإنهما لا يُخْطِئان هدفهما مطلقًا!.



ـ رواية الخِدَع الحربية. كل ملاحم الكَرّ وملامح التمويه حاضرة. الخِدَع الحربيّة السِّت والثّلاثون جميعها تشترك في اللعبة، باستثناء ما يتعلّق باستخدام المرأة الجميلة طبعًا!.



ـ رواية تشير بسبّابة اتهام هازئة، إلى فكرة ذات منفعة سطحيّة، يقول منطق الفكرة: "قَتْل ذئب يعني تلقائيًّا إنقاذ مجموعة من الغنم"!. انفض الغبار عن وجه الحكمة، تنقلب على رأسها وتطيش!، يصبح المعنى: كل ذئب يُفقَد يعني حضور عدد أكبر من الخِراف!.



غياب الذّئاب يعني غياب إمكانيّة تعلّم الكبرياء والحريّة والشجاعة، وفي لحظة الانتصار النهائي لهذه الفكرة لن يكون لدى الإنسان غير مجموعة كبيرة من الغَنَم، ولسوف يتعلّم منها دروس الخنوع!.



ـ الشجاعة عِلْمٌ أيضًا!. الذئاب، وهي الذئاب، تُولدُ جبانة، تتظاهر بأنها ميّتة، ثم تصير إلى ما تصير إليه بالتدريب والمُدَاوَمَة!. الحاجة وحدها لا تكفي، والغريزة حتى وإنْ وُجِدَتْ، يمكن لها أن تنهار وأنْ تنقلب على نفسها!، لا بد من مُدَارَسَة ومُمارسة!.



ـ التوازن في الطبيعة، يعني حضور الرّحمة والرِّفق وخِفّة الرّوح، لكنه لا يعني غياب الغِلظة والبأس والقسوة!.



ـ يا للحنوّ: الذئاب تتمسّك بنظام العائلة أكثر من البشر!، بل من عاداتها أن قادَة القطيع، أو الأكبر سنًّا، تضع علامات أنيابها على اللحم المُسمَّم؛ لتضمن أنْ تأكل الإناث والصغار فقط خارج نطاق المنطقة المُسَمَّمَة!.



ـ "لو لم تُوجد الذئاب لكان تاريخ العالَم قد كُتِب بطريقة مختلفة كثيرًا!. إذا لم تعرف طبيعة الذئاب فلا يمكنك أن تفهم روح وشخصية البدو"!، وأنت ما لم تفهم روح وشخصية البدو، فإنه لا يمكنك قراءة قصيدة لسليمان الفليّح، ولا أن تفهم لماذا نكنّ له، نحن تلاميذه، كل هذا التقدير وهذه المحبة، ونتذكّره دائمًا!.



ـ عن رواية رمز الذئب، ليانغ رونغ، كنت أتحدث، رواية لو قرأها سليمان الفليّح لطار بها، دون أنْ يمنعه ذلك من إشعال النار في أوراقها من الغلاف للغلاف، فيما لو استدعى الأمر تدفئة راعي غنم آسيوي فقير!.