لم يتفاجأ المتابع للحراك الرياضي السعودي من تلك الخطوة، المتمثّلة في عودة القناة الرياضية السعودية لتغطية أحداثنا الرياضية الوطنية.. فهو أمر كان متوقعًا في ظل هذا التسارع الحثيث في صناعة الرياضة، أيًّا كان موقفك منه!
لكن ما يدعو للوقوف في بداية الحديث عن القناة، هو الاتفاقية الجريئة بين الهيئة العامة للرياضة، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، بمتابعة مباشرة من وزارة الثقافة والإعلام، وهو أمر إيجابي من حيث المهنية واحترام التخصص، ومنحه مساحته المناسبة..
وَمِمَّا لا شك فيه أن مسألة تغطية الأحداث الرياضية وبرامجها عبر إعلام محلي متخصص، أفضل بكثير من تصدير رياضتنا ليتناولها غيرنا ويقدمها بالشكل الذي يراه هو.. ولا جدال في كون الخيار الوطني أقرب الخيارات إلى القلب.. لكننا هذه المرة نريده خيارًا قريبًا من العقل أيضًا..!
ردود الفعل الأولية من المتابعين للقناة انقسمت بين مدح وذم.. لكنني أرى أن جميعها أحكام متسرعة "بعض الشيء"، وإن كانت ليالي العيد تبدو واضحة من عصاريها، ولاسيما أن الأسماء المكلفة بالعمل يفترض أنها باتت على قدر من الخبرة التراكمية التي تجعلنا نقيم عمل أصحابها من الظهور الأول والمهمة الأولى..!
وقبل إتمام أسبوعها الأول؛ فإننا نأمل من القائمين عليها أن يضعونا أمام منتج وطني رياضي إعلامي على قدر التطلعات والتوقعات..
نريد قناة تقدم نفسها من جديد، بعد أن تخلصت من كل ترسبات السلبية التي صاحبت تاريخها، وعجز كثيرون عن التخلص منها..!
نريدها منصة رياضية شاملة لا منصة لنقل أحداث ووقائع وتبعات منافسات كرة القدم فقط..!
نريدها عونًا للحراك الرياضي بثوبه الجديد.. ولا نريدها عبئًا يعرقل المسيرة أو يشوه صورتها..
نريدها مصدرًا للثقة والمتابعة العقلانية.. لا مرتعًا لثقافة الضجيج التي وجدت لنفسها مساحة في إعلامنا الرياضي لسنوات وعبر مختلف المنصات..!
نريدها للوطن.. ومن أجل كل منتخبات وأندية الوطن.. تدعم الكل وتقف على مسافة واحدة بينهم.. حينها سنقول وبصوت واحد: الحمد على السلامة يا قناتنا.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..