|


د.تركي العواد
وين المراهقين؟
2018-03-01

تتحدث الصحافة البريطانية عن رغبة مانشستر سيتي في التوقيع مع المراهق فيل فودين، الذي حقق مع منتخب إنجلترا كأس العالم للناشئين العام الماضي. وقد أصر بيب جوارديولا على ضم اللاعب لتشكيلة الفريق هذا الموسم استعداداً للتوقيع معه بعد أن يبلغ عامه الثامن عشر. حيث شاهدنا اللاعب يشارك في ست مباريات هذا الموسم ومنها مباراة نهائي الكأس أمام أرسنال التي انتهت بفوز السيتي بثلاثية. 



إعطاء المراهقين الفرصة للمشاركة في الفريق ليس حكرا على جوارديولا ، بل هي استراتيجية قديمة اعتمدتها الأندية الإنجليزية لمنح اللاعبين الواعدين الفرصة للمشاركة مبكرا مع الفريق الأول وبالتالي الوصول إلى المنتخب في سن صغيرة. مايكل أوين من الأمثلة الراسخة في الذاكرة عندما بدأ المشاركة مع ليفربول في السادسة عشرة. وبعدها انتقل إلى المنتخب ولعب في كأس العالم وسجل هدفا تاريخيا في الأرجنتين وهو في سن الثامنة عشرة. 



من الصعب أن تتطور كرة القدم السعودية واللاعب الشاب لا يأخذ فرصته. من الصعب أن نصل للمستويات التي نطمح لها دون مشاركة المراهقين في الفريق الأول. يجب أن نعرف أن من تخطى العشرين لم يعد لاعبا واعدا. المشكلة أن اللاعب السعودي لا يبدأ المشاركة مع الفريق الأول إلا في الثالثة والعشرين ويبدأ باللعب أساسيا في سن الثامنة والعشرين، ولا يصل مرحلة الثقة في النفس والنضج إلا في الثلاثين، عندها تقل سرعته ويزداد وزنه وتداهمه الإصابات لنطالبه بعدها بالاعتزال.



حياة اللاعب السعودي في الملاعب قصيرة جدا، بل إنها من الأقصر في العالم. لدرجة أن نجوم الموسم الماضي اختفوا هذا الموسم. لا يمكن زيادة سنوات اللاعب في ملاعبنا إلا بالحصول على الفرصة مبكرا ، ولكن هذا لن يحدث قريبا لأن دعم اللاعبين الواعدين ليس من أولويات الأندية ولا حتى جزء من اهتمامها. حتى في الفئات السنية يتم التركيز على اللاعب الجاهز الذي لا يملك الموهبة ولكنه يسد الخانة من أجل تحقيق بطولة الناشئين ولا يهم دعم اللاعب الذي يمكن أن يكون له مستقبل باهر.



أعرف أنه سيخرج لنا من يقول إن دعم الشباب صعب في ظل زيادة عدد اللاعبين الأجانب، وسأرد بكل بساطة بأن فريق مان سيتي يوجد لديه 15 لاعباً أجنبياً ومع ذلك وجد المراهق فرصة للمشاركة.