|


فهد عافت
كشف مُنشِّطات!
2018-02-28

النشاط.. النشاط!. دعوة طيّبة وكلمة تستأهل المديح، غير أننا وفيما يبدو، منحناها دائمًا فوق ما تستحق!، أعفيناها طوال الوقت من المحاسبة!. 



ـ أرى ناشطين في الأذى، في نقل المُحبِطات، في التشنيع وفي الاغتياب!، فهل مثل هذه النشاطات كريمة ومحمودة؟!. 



ـ نعم النشاط أمر رائع، غير أنه ليس مُعفى من السؤال: إلى أين يتّجه!. الجواب عن ذلك هو الذي يُحدّد مسار الصفة التي يمكننا إطلاقها عليه!. أحيانًا تشعر أن التراخي والكسل أحق بالمديح!.



ـ يمكن تناول الأمر من رُكن آخر: النشاط إيجابيّ في ذاته، شرط ألا يكون سطحيًّا ولا زائفًا. لا أقصد ادعاء أحدهم بالنشاط في مخادعة تطلب الإشادة، أقصد أنه يمكن للنشاط أنْ يخدع صاحبه نفسه، أن يكون كسلًا “متمكيجًا” ليس إلا!.



ـ ألحظُ ذلك في شبكات التواصل، بشكل عجيب وفاضح: يكتب أحدهم رأيًا، لا يعجب الرأي فلانًا من الناس، ينشط فيصنع “هاشتاقًا” يُعَنْوِنه باتهام، أو بتحريف رأي الأوّل، وهات يا مداخلات وخذ يا مُخَالَلَات!،..



ـ وما إن ينتفخ “الهاشتاق” بمشاركات، كل حزمةٍ منها تمسح وتضيف، وتحوّر وتغيّر، وتعدّل وتبدّل، لتحكم على الرأي الأوّل وعلى صاحبه بنبذٍ يستعرض عضلاته، وغالبًا ما يتطاير شرفًا!، حتى يدبّ النشاط في شخص آخر، جديد، يرى أنه من العيب، أو من قلّة “الدِّبْرَة”، عدم المشاركة!،..



ـ وهات يا ردْح وخذ يا فضْح!، ينشط كسلًا!، يتبنّى الرأي الغالب، لا يُكلِّف نفسه مشقّة الرجوع إلى القول الأول، إلى الرأي الأصلي، إلى ما كُتِب أو قيل حرفيًّا، قبل استدعاء كل هذا الضجيج!.



ـ نوم الظالم عبادة!، ليته نام ليلتها!، كان “محمد ناجي” نشيطًا!. ليس في عمله، حيث كان يعمل فنّي إصلاح إلكترونيات، لا، كان نشيطًا في تلقّي الأوامر، والركض نحو “نجيب محفوظ” وطعنه، نقْص المهارة في التنفيذ لا يحرمه الشهادة له بالنشاط!، كان نشيطًا لدرجة أنه قرر ونفّذ، قبل أن يقرأ كلمة واحدة لنجيب محفوظ!.