|


أحمد الفهيد
اتركهم يا سلمان المالك!
2018-02-24

نشر الصديق ناصر العقيل، صورة لطفل نصراوي، يمسك بيديه الصغيرتين سياج المدرجات، وهو يصرخ بأعلى صوته، كمن يحاول خلق روح جديدة في حياة فارقت الحياة، بل إنه أقحم رأسه بين فتحات السياج، وكأنه يريد لصرخته هذه أن تصل بشكل أسرع، وأن يكون معناها واضحًا لكل من سيسمعها، وتحديدًا زمرة اللاعبين الذين ينجو الفوز بين يديهم أو يموت!



وكتب تعليقًا على هذه الصورة "الموجعة": "النصر قصة حزينة.. لا نهاية لها"..



فجاءه من نفس المدرج صديق آخر، هو عادل العبد الوهاب، يملأ التعب كلماته، والغضب رأيه، ومن قلبه تقطر غصة انكسار طازج، وكتب له: "إنجاز النصر أن يستقر في المركز الثالث، إذا طالبته بالمركز الأول فأنت تقسو عليه، وإذا رضيت له بما دون الرابع فأنت توغل في إهماله. أظن أن مشكلته هي جمهوره، يعتقدون أنه مرشح للأول دائمًا"!



لم يترك ناصر، كلمات صديقه تمر من دون أن ينزع عنها أشواك السخط، خصوصًا تلك التي تؤذي الجماهير بوخزها "همزًا ولمزًا"، فكتب ردًّا عليه: "ليست الجماهير هي السبب، وإنما أفكار الإداريين، أولئك الذين يتعاملون مع هذا العملاق وتاريخه بتساهل مزعج.. في بداية الموسم أحضروا مدربًا "معطوبًا" اعتزل التدريب، أحضروه لأنه رخيص، وفي منتصف الموسم جاؤوا بمدرب آخر لم يختر لاعبيه، وفكره التدريبي يختلف عمن سبقه، ولا يناسب اللاعب السعودي.. وفي آخر الموسم أخذوا "ولا أريد أن أقول سرقوا" مدرب نادي الشباب، وزادوا الأمر سوءًا بأن وقعوا مع لاعبين "كمًّا" وليس "كيفًا"، ثم تأتي وتقول لي إن الجمهور يتحمل وزر ذلك كله! لو شاهدت عشق الجماهير الذي يفوح عطره مع كل صرخة، وأهزوجة، لصحت بأعلى صوتك: النادي الذي يسند ظهره على هذا المدرج الضخم الفخم، يجب أن تعمل إدارته من أجله بإخلاص نقي النية، صادق الحب".



لم يقتنع عادل تمامًا، فأعاد كلماته الأولى نفسها، لكن باختصار أشد: "بداية التصحيح، أن يعرف جمهور النصر موضع فريقه التاريخي، ثم يطوره، وأن يكون على يقين بأن موسمي 2014 و2015 استثنائيان، عدا ذلك لن يتغير شيء، وستستمر القصة الحزينة نفسها، القصة التي أضيف لها هذا العام مشهد رمي حافلة اللاعبين، والبصق في وجوههم على ملأ!.. لو كنت مكان سلمان المالك لتركت لهم النادي فورًا، جاء ليسعف الوضع، وإذ به يحتاج إلى من يسعفه منهم"!



صمت ناصر، طويلًا، ثم كتب: "الأكيد أن بين الذين ينتمون للأصفر الكبير من يسيئون له ولتاريخه، سواء كان ذلك عمدًا منهم، أم بجهل مبين"..



انتهى الحوار بينهما، لكن انهيار النصر بدأ مرة أخرى، ولن يتوقف هذا الانهيار إلا إذا توقف آل بيته عن قذف بعضهم بالحجارة.