|


مسلي آل معمر
المدربون وعوائلهم!
2018-02-23

بلا شك أن حديث الساعة في الوسط الكروي السعودي هو إقالة المدربين، وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل إنها موجودة ومتجذرة منذ عشرات السنين، وطالما تمنيت شخصيًّا أن يكون لي تواجدي الرسمي في الأندية لسبب وحيد، وهو الاطلاع على آلية تقييم عملهم، والبحث عن أسرار علاقتهم برؤساء الأندية، وكيف يتم التعامل معهم، صحيح أن لدي اطلاعًا عن بعض هذه الأسرار التي اكتشفتها من خلال عملي كصحافي في أوقات سابقة، لكن المعايشة اليومية تختلف كثيرًا عن المراقبة عن بعد بكل تأكيد. 



من وجهة نظري، أن رامون دياز صاحب سيرة ذاتية كبيرة وعظيمة كمدرب، وكذلك كلاعب، فهذا الرجل حقق الدوري الأرجنتيني سبع مرات مع أكثر من ناد، وحقق بطولة الليبرتادورس، وأنجز أكبر بطولتين مع الهلال العام الماضي، إضافة إلى وصوله إلى نهائي أبطال آسيا، ويضاف إلى كل هذه الإنجازات أمر مهم جدًّا، وهو كاريزما القائد، فليس بالصارم القاسي، ولا بالضعيف الذي يدار، مع كل هذه المميزات نجد المدرب الأسطوري يقال وفريقه يتصدر الدوري بفارق أربع نقاط، هنا نحتاج أن نفهم القصة، فهناك من يتهم ابنه بأنه من يدير كل الأمور، وهذا الأمر أصبح شائعًا في أمريكا اللاتينية، بأن يوظف المدربون أقاربهم كمساعدين، وآخر الحالات التي خلقت إشكاليات كبيرة كانت حالة البرازيلي أنجوس مع ابنه وبقية العائلة، ولو كنت مسؤولاً لطلبت السير الذاتية للمساعدين قبل المدير الفني! 



أنديتنا للأسف أصبحت أسيرة للتخبطات مع المدربين، معايير الاختيار ليست دقيقة، ويفضلون غالبًا المدرب العربي لكي يتمكن المسؤولون من توصيل أفكارهم العظيمة إليه، والمدرب العربي غالبًا ليس لديه ما يقدمه، بل هناك وطنيون أفضل منهم كثيرًا، أما المدرب الأجنبي إذا كان عمليًّا ومميزًا فإنه لا يُعطى الفرصة الزمنية ولا الصلاحية لتقديم كل ما لديه، بل يحمل الخسارة حتى إن كانت لأسباب أخرى واضحة، وليس هناك دليل أبعد من هدف عبدالله الحافظ في مرماه وطرد الحبسي، وهما الخطآن اللذان تسببا في خسارة الهلال الآسيوية ثم في إنهاء عقد الأرجنتيني دياز. 

وصلت إلى نهاية المقال وأنا لم أجد الإجابة، كيف يتم التعاقد مع المدربين؟ وكيف يتم تقييم عملهم قبل إقالتهم؟