|


مسلي آل معمر
الأهلي والنصر.. أزمة قيادة
2018-02-20

كان كارينيو الأوروجوياني وزوران الكرواتي يحترقان على الخط التماس، كل منهما لديه كاريزما خاصة، يهددان بملكة القيادة قبل أن يتفننا في التكتيك، مثلهما كان جروس معلم الأهلي ومدربه السابق، القيادي النادر الذي يستطيع تغيير شكل الفريق من أحد عشر لاعبًا يلعبون إلى أحد عشر مقاتلاً يحاربون. 



عندما أتى كارينيو إلى النصر، كانت الأوضاع لا تسر؛ فالفريق مبتعد عن البطولات منذ سنوات، واللاعبون لا يتسلمون رواتبهم منذ ١١ شهرًا، واليأس بلغ مبلغه في المدرجات الصفراء، ورغم أنه أتى في منتصف موسم، إلا أن تلك المدة كانت كافية جدًّا للتحضير لموسم متصدر لا تكلمني. 



استطاع الأوروجوياني الأشقر أن يصنع ثورة نصراوية وقودها الحماس والقتالية، نجح في أن يدفع بكل لاعب إلى أرض الميدان ليعطي كل ما لديه. 



في الأهلي استطاع جروس أن يعيد الفريق بطلاً للدوري بعد غياب لحوالي ثلث قرن مستخدمًا السلاح نفسه، وكلنا نعلم أنه استخدم أدوات نفسية متعددة لإعادة فرقة الرعب. 



في هذا الموسم يتساءل الجميع: لماذا يختفي الأهلي والنصر رغم وجود العناصر، قد يكون هناك أكثر من سبب، لكنني أعتقد أن من أبرز هذه الأسباب هو غياب القائد من على خط التماس ومن داخل الملعب، من هما قائدا الأهلي والنصر؟ لا أحد يعرف! 



أظن أن مشكلة الفريقين ليست عناصرية على الإطلاق، بل مشكلة القيادة، فعلى سبيل المثال كانت مباراة النصر والباطن على مرمى واحد، واستحوذ الأصفر كثيرًا على الكرة، بل ضاعت عليه الكثير من الفرص، لكن ثلاث هجمات من أربع تعرض لها مرماه نتج عنها أهداف، ولم يستطع الفريق العودة مبكرًا إلى المباراة. 



الأهلى أمام الفيحاء كان يلعب وكأنه لا ينافس على بطولة الدوري، بل يظهر أن اللاعبين غير مقتنعين بتوجيهات مدربهم، أحسست أنهم يقولون هذا ليس قائدًا لنا، كانوا يريدون أن يعبروا عن الموقف، لكنهم لم ينطقوا به، بل أوحوا به في تحركاتهم داخل المستطيل الأخضر، فهل يغير الأهلي مدربه ببديل أفضل، أم يفعل كالنصر ويحضر مدربًا أقل؟!