شبكات التواصل، وأخص "تويتر" دائمًا، لا تنقل العطر، لكنها تنقل الرضا والانبساط مثلما تنقل الاحتقان والغضب!. هي من هذه الناحية ليست عوالم افتراضية أبدًا!.
ـ قال لي: لا تكن فظًّا، بالذّات مع المخطئ، فهو إن كان يريد الاعتذار، فإنّ غِلْظتك ستمنعه، ومن كانت غِلْظَته تهدف حقًّا إلى منع الثاني "المُخطئ" من التراجع أو الاعتذار فهذه دناءةٌ من الأوّل، خبيئةٌ فيه!.
ـ إنْ كان يريد الاعتذار فإنّ غِلْظَتك ستمنعه، وإنْ أراد التوضيح فسوف يتراجع، وإنْ أراد غير ذلك فقد مَكَّنْتَه منه!.
ـ كلماتك العنيفة المؤذية ستُكسبه جُرْأَةً، وستمنح هذه الجرأة مبرِّرات عاجلة، تُحرِّره من خجله، ولسوف يقوم بمزيد من التهجّم والإيذاء!.
ـ فإنْ أنتَ قلتَ كلمةً نابيةً، تحت تأثير الغضب والانفعال، صرتَ مخطئًا مثلك مثله!. كلاكما في وحل!. وتكون قد أكسبت الأمر قتامةً وتشويشًا وغوغائيةً، تذهب بالنِّزال إلى دَرَكٍ أسفل، يصعب على الشهود السقوط فيه، حسْبُ الناس لحظتها سماع صراخكم وصياحكم!.
ـ وإنْ أنتَ ذكّرته بفضلٍ منك عليه سابق، تريد مُضاعفة حرجه وزيادة تأنيبه، كان في تذكّرك الفضل، دعك من تذكيرك به، دناءة تذهب بالفضل، تذروه أدراج الرياح!.
ـ وعمّا قليل، لن يعود موضوع الخطأ الأول مطروحًا للنقاش!، هو سيتمسّك بهفواتك الجديدة، الموثَّقة، التي أنتجها غضبك وصاغها تلجلجك!، حينها بالكاد تنجو من تبرئة نفسك، وشرح موقفك، ثم شرح الشرح وتوضيح التوضيح!.
ـ فهل كان غضبك عونًا لك عليه أم عونًا له عليك؟!. وهل كانت غِلظتك وفظاظتك سلاحًا في يدك أم رصاصةً في صدرك؟!
ـ شيء ما فيك سيبدو مضحكًا، ستخسر وقارك!. لا يجتمعان: غضب ووقار!.