|


علي المسعودي
الدعاء شعرا
2018-02-19

بعد الصلاة والأذكار نجلس قليلا في مسجد يعيد بن زيد في منطقة "الأحمدي" وقد انفضّ المصلّون.. نتبادل بعض أخبار الجيران، ومن حيث ندري أو لا ندري نجد أنفسنا نخوض في القضايا السياسية!



يطالعنا الجار "بو عبد الله المطيري" يستمع صامتاً ثم ينهض دون أن يعلق بكلمة واحدة.



السياسة وقضاياها لا تهمّ "أبو عبد الله"، فهو رجل قلبه معلق بالصحراء والإبل.



يقضي بيننا يومين يصلي كل الصلوات في المسجد ثم يودعنا ليقضي بقية الاسبوع بين ابله..  بعيدا عن أمراض المجتمع وصراعاته.



هو رجل قادم من الزمن القديم، وقادر على التعايش مع مجتمع الواتساب بهاتف "نوكيا"..



اقترب مني بعد صلاة الصبح وليس من عادته أن يبدأ حديثاً



قال: إن كنت تريد الراحة النفسية.. اذهب إلى البر، وفي آخر الليل قم ضع جبهتك على التراب "يكررها: على التراب" واطلب من ربك في ركعتين ما تريد.. سيأتيك الجواب فوراً..



يكمل حديثه دون أن أسأله، ووجهه يتهلل: هل تدري ماذا حصل معي؟



ماذا يا بوعبد الله؟



قبل ليلتين كنت في الخيمة والبرد.. وقد حرمتني الهموم الرقاد.. تقلبت.. ولم أجد نوماً، هموم الدين كفاك الله هم الديون، وقد وردني اتصال من شخص تسلفت منه وفات وعدي له بالسداد.



الليل الطويل والخجل والهم.. ولامعين!



قمت، توضأت، خرجت من الخيمة إلى طعس قريب، وأطلت السجود.. جبهتي على التراب.. راحة لاتوصف..



ثم عدت إلى موقدي وفحت القهوة.. ثم قلت بيتين:

يا الله برزقٍ ما حسبنا له حساب

من عند وال العرش عجلٍ سريعي

حتى نوفّي الدين ثم نعطي الأصحاب

اللي لهم حقٍ علينا طبيعي



لم أكد أنهي البيتين حتى أتاني اتصال من صديق "عازمي: قديم: هل لديك إبل للبيع؟

* اي بالله عندي

- أريد اثنتين وبكرة جاء ومعه 70 ألف ريال هي أكثر مما أريد.



سددت بها ديني.. وأعطيت أبنائي وفاض لي منها مبلغ...