|


أحمد الفهيد
انتقدوه.. يا "طبول"!
2018-02-17

السيئ في الأمر الآن، هو استخدام لغة غاضبة و"وقحة" أحيانًا، للاعتراض على قرار، أو رفض إجراء قيد التنفيذ، أو انتقاد أداء مسؤول.. هذه اللغة الحادة في لهجتها، العجولة جدًّا في ردة فعلها، ليست الطريقة المناسبة لتقول لرجل أخطأ التقدير: "أخطأت، وتحمل وحدك مهمة التصحيح"، ولا للاعب أساء الأداء: "أنت لم تلعب جيدًا، كنت سببًا في الهزيمة، وعليك تدارك ذلك، وإلا لن نرحمك"، ولا لكاتب قال رأيًا غير رأيك: "ما ذكرته، لم يكن لائقًا، بالغت في تقدير النتائج من دون أن تقدم دليلًا على ذلك"!



الكلمات المهذبة يمكنها قول الذي تريد الكلمات البذيئة قوله تمامًا.. الفرق بينهما أن الأدب في استخدام العبارات يتيح مكانًا لتبادل الحوار، أما السخط وما يجري على لسانه من مفردات ملوثة بالشتائم، لا يفتح بابًا ولا حتى نافذة صغيرة للنقاش، إنما يغلق الأبواب واحدًا تلو الآخر في وجوه طارقيها.



لا يرفض مسؤول انتقاد قراراته، ولا تصريحاته، ولا طريقته في إدارة العمل، ما يرفضه حقًّا هو الإساءة له، والتشكيك في نزاهته، واختراع القصص المفبركة للنيل منه، وتفسير نواياه بمعانٍ لا تشبهها أبدًا.



في الرياضة السعودية "مثلًا" كل كلمة مديح لمعالي المستشار تركي آل الشيخ هي في تفسير قارئها، بمثابة "تطبيل فاخر"، وأن قائلها "مطبل" قبض ثمن ذلك، وأنه "خيّب الظن وما قصَّر"، أو أنه من زمرة الخائفين، الذين قيل لهم "اكتبوا مديحًا، أو حتوحشونا".. لا أحد يناقش الآراء، ولا يتصفحها مع صاحبها بهدوء وعقل، وإنما يبدأ حفلة شتائمه الخاصة، ويغدق في توزيع قباحاته؛ لأنه ومن معه يناقشون القرارات من وجهة نظر تخص أنديتهم وليس كرة القدم السعودية. 



إن لم تقل ما يريدون هم أن تقوله، فلست منهم، وإنما مجرد "طبل كبير، يُقرع وقت الحاجة إليه".. لا يريدون منك أن تقول "رأيك"، يريدون منك أن تقول "رأيهم"!



مرة أخرى أكتبها: لكل واحد منا "نحن معشر الإعلاميين، والجماهير، والرياضيين" ملاحظاته على بعض القرارات، وانتقاداته على آلية تطبيقها، وربما رفضه الكامل لعدد منها، وهذا شيء مفيد، إن كان مجردًا من أهوائه، وألوانه، لكن المتفق عليه أكثر مما هو موضع خلاف أو اختلاف؛ ولهذا يصبح انتظار ما سيأتي من دون إثارة نقع سببًا جيدًا في أن تنجز "الهيئة" ما بدأته، ولهذا نحن مؤيدون لها، ونقف في صفها وننتظر نتائج قراراتها المهمة والكبيرة، "على الأقل أتحدث هنا عن نفسي".