|


مسلي آل معمر
السعودة في الرياضة
2018-02-16

يتبادر في أذهاننا سؤال يقول: لماذا ننادي دائمًا بالسعودة، ثم نطالب بأجانب عندما يمسنا الأمر؟ وهذه الحالة لا تقتصر على المجال الرياضي، بل تمتد إلى المجالات الأخرى التي لا تزال تشهد صراعًا بين المنادين بالسعودة، ومن يرون عكس ذلك، لكن دعونا الآن نفكر في الأمر مليًّا ونتساءل:



لماذا السعودي غير مرغوب فيه من بعض أصحاب العمل وبعض صناع القرار؟ شخصيًّا لا أعتقد أن هناك سعوديًّا سيفضل أجنبيًّا على مواطن إذا كان يقل عنه كفاءة أو أعلى تكلفة، لكنه حتما سيقول أعطني سعوديًّا يعمل بنفس إنتاجية وكفاءة الأجنبي وتكلفته، وسيكون له الأولوية، ومن يعملون عكس ذلك لا أظنهم إلا حالات شاذة لا يمكن القياس عليهم.



إذن.. أين المشكلة؟.. أعتقد أنها في التأهيل والكفاءة والثقة ثم في العقدة.. وسأبدأ من العامل الأخير وهو العقدة، حيث لا يزال بعض أصحاب القرار يرون في الأجنبي الأشقر ما لا يرونه في غيره، صحيح أنه أتى من بيئة عمل أميز، لكنه حتمًا لا يمكن أن يكون أفضل من كل شبابنا، فلدينا من الشباب من يبهر بإنتاجيته ومعرفته وذكائه وتعليمه، لكن قد يكون من سوء حظه ألا يكون تحت إدارة مسؤول يوظفه بالشكل الأمثل، هذه النوعية من المبدعين فقط تحتاج إلى الثقة والفرصة.



التأهيل والفرز، أعتقد أنهما مربط الفرس، فلا يمكننا أن نضع الشاب السعودي في حمى التنافس في سوق العمل، وهو لم ينل التأهيل الكافي، علاوة على أن التعليم العام والجامعي في الغالب "لك عليه"، وهنا يبرز دور تأهيل الشاب قبل أن يخوض هذه المنافسة؛ لكي تكون عادلة ومنطقية.



دعونا نقيس الأمر على الرياضة، المدرب الوطني والحكم ينالان كثيرًا من التشنيع، وربما يكون عدم القبول بهما له ما يبرره؛ لأننا لم نوفق في إيجاد نماذج ناجحة بشكل كاف، لكن ما هي البرامج التي تم إعدادها لهاتين الفئتين لكي نظفر بمخرجات مميزة، والأهم من ذلك من المسؤول عن الفرز وإعطاء الفرصة للكوادر لكي تدخل هذين المجالين، فأنا أعتقد أن من خاضوا التجربة ليسوا الأكثر موهبة للأسف، فعلى سبيل المثال، ينبغي أن تبدأ الأندية ترشيح اللاعبين المعتزلين فور اعتزالهم، والذين لديهم الشخصية والفكر المناسبين للتحول إلى مدربين، ويبدأ اتحاد الكرة في إعدادهم وتصميم البرامج المناسبة لهم، كذلك الحكام ينبغي أن يخضعوا لاختبارات قياس معينة قبل الدخول إلى المجال.. أعتقد إذا ما كانت البدايات بهذه الآلية، نستطيع أن ننافس الأجنبي، ونفوز عليه بانتصارات مؤزرة!