بدأت المسافة تتسع ومواطن الالتقاء تضيق. أصبحت شخصاً آخر غير الذي نعرفه. تغيرت تصرفاتك ولم نعد نفهمك. هذا هو الحال دائماً مع الهلال، فقصص الحب كلها تنتهي بالرحيل.
تذكرنا اليوناني دونيس عندما آسر قلوب الهلاليين. عشقوه بعد أن حقق لهم الكأس ولكن جنون العظمة أصابه واعتقد أن كل ما يفعله عبقرية وفن.. اعتقد أن الفريق سيفوز حتى لو قلب المدافع مهاجماً ولعب من دون حارس،
لذلك تفنن في إغاظتنا وكأننا أعداؤه، في النهاية غادر من الباب الصغير وذهبت ريحه وأصبح نسياً منسياً بعد أن توقعنا أن يكون كوزمين آخر. من يعاند جمهور الهلال لا يكسب أبداً.
أنت اليوم تسلك الطريق نفسه. تعيش في عالمك الخاص.. لا تسمع صيحات جمهور الهلال ولا الإدارة. دخلت في عزلة فنية وأغلقت كل الأبواب ولم تعد تسمع إلا صدى صوتك. إنها أعراض الإقالة يا رامون. احزم حقائبك وحقائب ابنك فقد اقترب المصير.
بدأت الأجواء تتعكر عندما جلبت حبيبك ماتياس وفرضته على كل صغير وكبير. ارتفع صوتك وزادت عصبيتك عندما استوقفتك مجموعة من المحبين معترضين على ضياع الملايين وخروج الحبسي من قائمة الثلاثين.
انتهت الآسيوية وأثبت جمهور الهلال أنه على حق فغادر لاعبك "غير مأسوف عليه" وعاد الحبسي للآسيوية ولكنك تصر على إبعاده وإشراك المعيوف. أنت وأنا وكلنا نعرف أن الحبسي أفضل مئات المرات من المعيوف. تريد فقط الانتصار لرأيك. خلقت حالة من الجفاء بين المعيوف وجمهور الهلال والضحية المعيوف. لا أريد أن يلقى المعيوف مصير السديري. ليس عدلاً ما تفعله بالمعيوف.
أما أكبر أخطائك فهو أنك تصر على عدم الحاجة إلى رأس حربة. جلبت لاعبين في الأطراف ونسيت الهداف ثم تبعد ريفاس عن الآسيوية. تسدد على المرمى عشرات المرات ولا تخرج ولو بهدف يتيم. سيناريو مباراة الفتح تكرر كثيراً وآخره مباراة العين وحتى هذه اللحظة لديك يقين بأنك بحاجة إلى لاعب طرف جديد.
على ذكر مباراة العين..
فاجأتنا يا رجل بالزوري والخيبري. كثرة مفاجأتك غير السارة أخيراً يا أبا إيميليانو. ننتظر منك المزيد في المباراة الحاسمة مع الشباب..
لا تنس مباراة الاستقلال فرصة مواتية لاستفزاز الناس أكثر وأكثر.
ألم أقل لك..
اقترب الرحيل يا جميل؟