|


فهد عافت
أمر ضبْط وإحْضَار!
2018-02-12

عندما لا تعجبني "تغريدة"، في الغالب، آخذ الأمر ببساطة، إنها تقول لي: لستَ مدعوًّا، لحفلة العرس الصغيرة هذه!.



ـ وما دام فضاء التواصل الاجتماعي واسعًا، ففي الغالب لديّ دعوات كثيرة يُمكنني تلبيتها، أمّا أن أزاحم الناس في حفلٍ لست من المدعوين له، ثم أزيد فأتحدّث عن عدم أناقة العروس، أو أنّ المهر المدفوع مبالغ فيه، أو أن العشاء قُدِّم قبل نضوج اللحم، أو أشتكي من كثرة المدعوّين!،.. هذ كثير!.



ـ بالنسبة لي كمتابع، ومشارك، في عدد قليل من شبكات التواصل، عرفت سريعًا، ثم درّبت نفسي بشكل أقل سرعةً، على أنّ هذه العوالم التي أتعامل معها ومن خلالها، ليست أدبًا ولا تقدّم فنًّا بالمعنيَيْن اللذين أعرفهما وأُعَرِّف فيهما الفن والأدب!، حدّها الاجتزاء!، حدّ..حدّها.. جلْب أسماك زينة في حوض زجاجي صغير!، ولا يمكن لخبير أحواض أسماك زينة أنْ يكون بحّارًا، فيما لو كان هذا كل ما لديه!.



ـ هذا الأمر لا يسيء لهذه العوالم بقدر ما يحددها بالنسبة لي على الأقل!. يحددها، وبالتالي يترك لي فرصة التعامل معها بما تستحق من تكريم، وبما تطمح إليه ذاتي من كسب خُلُقٍ ومُتعة!.



ـ "تويتر" تحديدًا، وهو التطبيق الأكثر تأثيرًا فيما يبدو، في السعودية والخليج العربي، فضاء واسع، لكنه ليس مصنوعًا لنقاشات طويلة، وحوارات مفصّلة، والأهم أنه ليس وسيلة للإقناع، ولا للتأمّل الطويل طبعًا!.



ـ وأستغرب ممن يظنون أن ليس لديهم متّسع من الوقت لقراءة كتاب، وفيهم من يقضي ساعتين أو أكثر لمتابعة ومناقشة وتأكيد مسألة غياب الوقت!.



ـ كثيرًا ما تابعت شروحات وتوضيحات أكثر من "مغرِّد" جميل، وكلّما طالت المسألة، كلّما أَمْعَنَ، شعرتُ بفقدان تغريدته الأولى، لنضرتها، لخفّتها المُلائمة للنسيم، يحملها كيف شاء!.



ـ صرتُ فيما بعد أكثر حذرًا، لا أكاد أتابع أي ردود فعل على تغريدة، أشعر أن معظم المداخلات، بما في ذلك الطيب منها، ليست إلا مطالبات راغبة بضبط وإحضار المعنى، وأنّ كل ردٍّ، كل شرحٍ، كل توضيحٍ، من صاحب التغريدة الأولى، بما في ذلك الإضافة المفيدة، ليس إلا تنفيذًا لقرار حَبْسٍ!.