قرارات تاريخية حيوية مهمة أعادت لنا تشكيل خارطة كرة القدم السعودية، اعتمدها رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، الرجل الذي لا يكف عن مفاجأتنا وإدهاشنا بقرارات تصب لصالح الكرة السعودية وزيادة تنميتها وتطورها وازدهارها يوما بعد يوم.
أعجبتني قرارات دوري "المظاليم" التي سترفع من أسهمه وتزيد من معنوياته وإعطائه قيمة أكبر من تسليط الضوء الإعلامي عليه والاهتمام بالدعم ماديا ومعنويا، سيسهم إيجابا بمصلحته، والذي يعتبر الثاني أهمية بعد الدوري الممتاز، الذي عانى كثيرا من البقاء بالبقعة المظلمة "المنزوية" بالسابق، مع ما يحدث به من عشوائية وقرارات متسرعة وقلة تنظيم وكثرة إقالة مدربين...! وضعف الجودة بنقل المباريات التي حدت كثيرا من استمتاع المشاهد وضعف تقنية النقل والكاميرات وحاجتها للتطور.
أعظم هموم الأولى كانت ولا تزال "الأزمة المالية" من قلة الدعم وعدم انتظامه والتأخر في صرف المستحقات والإعانات، وعدم التزام اتحاد الكرة بمواعيد صرف المستحقات، وعدم وجود رعاة للأندية، شكل صعوبة على هذا الدوري وأنديته، ومعروف أن قلة الدعم أو تأخره يقتل الإبداع ويكبل العطاء ويذهب بالحماس لغير وجهه.
قلة الاهتمام الرسمي من اتحاد الكرة، قابله اهتمام كبير وقرارات تفاعلية مع احتياجات هذا الدوري ونقله من حلة الظلام الحالك لسعة النور بقرارات غير مسبوقة لتطويره، تلك التي كسر بها آل الشيخ سلبية هذا الدوري وجموده وتأخر القرارات الخاصة به، والتي سترفع من أسهمه تنظيميا وتسويقيا وستزيد من المنافسة بين فرقه.
هذا الدوري "المهمل" اعتباريا يحمل خامات فنية مميزة وأندية لها باع كبير بالكرة السعودية، وإن هبطت فقد سبق أن صدرت لنا كبار اللاعبين والنجوم الذين أثروا الملاعب بالأندية الكبيرة والمنتخبات بمستوياتهم وعطاءاتهم، ولا أكثر من نادي الوحدة الذي أخرج عبيد الدوسري وناصر الشمراني وأسامة هوساوي وعساف القرني وأبناء الموسى "أحمد وكامل" ومهند عسيري، ونادي الطائي الذي أهدى الكرة السعودية أبناء الدعيع "محمد وعبد الله" والأول هو أبرز حارس أنجبته الملاعب السعودية حارس القرن وعميد لاعبي العالم.
قرارات هيئة الرياضة ستساهم بزيادة مناعة حضور هذا الدوري وستزيد من إيجابية مخرجاته الفنية أكثر.
رحم الله الأمير الراحل فيصل بن فهد، الرجل الذي لن يغيب عن الذاكرة العربية والمحلية ككل، وحفظ الله الأمير الشاب "ابن سلمان محمد" الذي تشرف دوري الأولى بمسماه وأياديه البيضاء على الرياضة.