التشابه مهم إذا كان الهدف هو أن نحيا، لكن فيما لو أردنا التقدّم فالاختلاف هو المهم!.
ـ القارئ محق دائمًا، لكن هذا لا يعني أنه على الكاتب تغيير رأيه أو أسلوبه أو لغته لإرضائه!.
ـ العمل على إرضاء القارئ، مختلف كثيرًا عن شعور الفرح لأنه رَضِيَ!. الأمر ليس نفسه أبدًا، فضلًا عن أنه لا يمكن الاطمئنان حتى لمسألة أن مثل هذا العمل يؤدي بالضرورة إلى مثل هذه النتيجة، وبالتالي إلى مثل ذلك الشعور!.
ـ ليس للكاتب إلا حقوق، وكل حقوق الكاتب واجبات عليه!. فإنْ قُلْتُ من حق الكاتب فكأنني قُلتُ من واجبه!.
ـ من حق الكاتب، ما لم يكن شاعرًا، السعي لإقناع القارئ، والإقناع غير الإرضاء!، وكلاهما أقل كرامةً من الإمتاع!.
ـ الإمتاع فن. الإقناع منطق. الإرضاء تجارة!.
ـ ها قد وَصَلْنَا!. الذي كنت أَلفُّ وأدور حوله من الصّبح للنَّيْل منه، هو الإرضاء التجاري تحديدًا!.
ـ حتى العمل الصحفي، وهو أحد أكثر أشكال العمل الكتابي المتورِّط بضرورة الإرضاء حَدَّ إمكانية التسامح معه في أمره هذا، لا يليق بأصحابه الانزلاق إلى الإرضاء التجاري!. والتسامح له حدود، هذا إنْ أراد الإبقاء على صفة النبل فيه!.
ـ أوضح أشكال الإرضاء التجاري، تجده في الأسواق و"المُوْلات" الكبيرة: يستوقفك أحدهم أمام كشك صغير، يفعل ذلك بأناقة تشعر كأنها من نفس ماركة البدلة التي يلبس!، يبشّرك بإمكانية ربح جائزة، فيما لو نجحت في الإجابة عن الأسئلة الثلاثة!، حضور الأسئلة كشرط يعطي الجائزة مصداقية وجود، يمنحها أهمية!، ويبدأ السؤال الأول، تفرح بسهولته، الثاني تفرح بسهولته، الثالث تفرح بأنه أكثر سهولةً من صاحبيه!، دعك من الجائزة الآن، في هذه اللحظة يصيبك شعور بالرضا عن نفسك، بالتباهي، بالنجاة من تهمة الجهل واللامعرفة!. أكَلْتَ الطُّعم، تهانينا!. كثير من الكتّاب يلعبون ذات اللعبة!.
ـ الكتابة، كأدب وفن، مسألة مغامرة، وهي عملية مشاركة، يفكِّر الكاتب، يتأمَّل، ويغمز، ويطلب مني كقارئ أن أفكِّر، وأن أتأمّل، وأنْ أفطِن للغمزة الساخرة، إنه يثق بي، ثقته بنفسه!. إنه يدفعني إليّ لألتقي بي، لا يجرّني إليه لأكون زبوناً، وعددًا، مجرّد رقم!.
ـ لذلك ربما، يتشكك كل قارئ حقيقي، في حكاية "الكِتَاب الأكثر مبيعًا"!، جملة مِنَفِّرة أو تكاد!، والأكيد أنها قادرة على اصطياد زبائن لا قُرّاء!. هذا مع قناعتي بأنها ليست تُهمة بالضرورة، وقد لا يكون للكاتب ولا لِكتَابِه من المساوئ والتنازلات ما يهرول لاستدعائها!.