|




بدر السعيد
أصوات للبيع.. وعقول للإيجار..!
2018-02-11

قدر لنا أن نعيش في عصر يتسارع فيه التغيير بمختلف اتجاهاته.. ومشاعر الذهول تصاحب عقولنا ونحن نرقب المشاهد.. يصاحبه انفتاح عام تمكنت معه مختلف العقليات من تقديم آرائها، واستطاعت معه أصوات التقزيم وحناجر التطبيل أن تجد مكانًا لها في مساحات سمعنا وبصرنا..



وفي فترة كهذه مليئة بالتغييرات.. فإن المجتمع أصبح على موعد متكرر في كل إعلان عن قرارات جديدة في الساحة الرياضية.. وكالعادة.. تنقسم ردة فعل المتلقين إلى ثلاث فئات اعتدنا مشاهدتها.. فئة كانت ولا تزال رافضة لكل ما صدر، بل جاهزة لرفض ما سيصدر، وليس لديها الاستعداد لقبول أي تغيير بعد أن اتخذت موقفًا مضادًّا مع المؤسسة الرياضية، وبات صوتها وقلمها كالسيف المشهر بانتظار قطع كل فكرة جديدة..!



وفئة ثانية جهزت عبارات المديح ونمقت كلمات الإطراء والتأييد والحكم المسبق على نجاح أي قرار صادر، بل لديها الجاهزية التامة لامتداح ما سيصدر بغض النظر عن محتواه وأهدافه.. تصفق وتضج بالمديح أملاً في تحقيق غايات، أحدها الحصول على رضا المسؤول..!



وثالثة متصالحة مع ذاتها ومع الآخرين.. مكيالها هو المصلحة العامة للوطن والمواطن.. همها الارتقاء برياضة الوطن كمنظومة لا يملكها شخص ولا تجير إنجازاتها إلى مجموعة دون أخرى.. تلك الفئة تتأمل القرارات.. تناقشها بالعقل والمنطق.. تقرأ المشهد وتحلله قبل وبعد تلك القرارات.. فتقدم آراءها تجاه ذلك أو تحتفظ بها أو تؤجلها أو تمتنع عن تقديمها.. محركها هو الخوف من الله والبحث عن المصلحة العامة.. حتى وهي تختلف مع المسؤول فإنها تقدم رأيها بكل أدب واحترام للجهة ومنسوبيها..



وفي زحام طرح متشعب ومتعدد المصادر، فإن المتلقي بات يعيش وسط زخم من الأفكار والصراعات.. فأصبح عرضة للانسياق خلف فئة وأخرى.. وتكمن مشكلتنا مع تلك الفئات أن بعضها جاهز للبيع سواء "مع" أو "ضد".. يقابلها عقليات سمحت للآخرين بأن يتخذوا من أدمغتهم غرفًا لتربية أفكارهم ونموها..!



أما لمن ستكون الغلبة.. ومن سيكسب التأثير الأكبر فهذه علمها عند الله أولاً.. ثم مرورها بعقلية المواطن الواعي، وهي العقلية التي راهنت ولا تزال تراهن عليها قيادتنا الحكيمة في أنها ستحدث الفارق.. يقابل ذلك رهان آخر على حكمة مسؤولين تم اختيارهم ووضع الثقة بهم من قبل ولي الأمر يحفظه الله..



دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..