|


أحمد الفهيد
«إنذار» لمدرجاتنا!
2018-02-10

هنا في السعودية، بقيت مشكلة غياب الجماهير عن مدرجات المباريات بلا حل، وكل الحلول التي وضعت على طاولة الاقتراح، ثم تحولت إلى قرارات، ودخلت حيز التنفيذ، لم تنجح في ضخ الحياة مجددًا في شبابيك بيع التذاكر.



نجا من هذا الغياب مباريات قليلة جدًّا، كانت إما حاسمة، أو جاءت في أعقاب حملة تحدٍ شرسة، أو أنها أتت في سياق تنافسي تاريخي، ما عدا ذلك كانت المدرجات ذاوية، دقُ النبض في قلبها بطيء، ثقيل!



كانت الأسباب "الواردة على السنة التخمين" محصورة في صعوبة الولوج إلى الملعب والخروج منه، وسوء الخدمات داخله، والساعات الطويلة التي تذهب هباءً في انتظار بدء المباراة "كتبت مقالًا مفصلًا عن ذلك كله قبل أعوام بعنوان "يا مسكين.. أنت مجرد رقم!".



كان كل شيء في كرة القدم السعودية جاذبًا، ومحفزًا، ويملأ القلب بالشغف، لكن الجماهير بقيت مخلصة لمشاهدة المباريات في المنزل، أو المقاهي "بشقيها الشعبي والحديث".. لا تذهب إلى الملعب إلا في المناسبات الكبيرة، أو النهائية، أو حين تكون التذكرة مجانية، "كتبت أيضًا مقالًا مفصلًا عن ذلك قبل أعوام بعنوان "شيوخ الدخول المجاني"، كان الأمر مزعجًا جدًّا، ومحرجًا لمشروع "تخصيص الأندية"، وما زال كذلك.. ولهذا صح وصمه بـ"المصيبة"، وسيصبح التعامل معه مستقبلًا في غاية الصعوبة، وقد يكون مستحيلًا جر المشجع إلى الملعب مرة أخرى، بما يضمن ملء نصف المدرجات في كل مباراة.. لماذا؟! 



لأن إحصائيات جديدة جدًّا أظهرت أن نادي برشلونة العملاق، الذي يلبس قميصه أحد أفضل لاعبي العالم، وعباقرة اللعبة، الأرجنتيني الخرافي ليونيل ميسي، لم يتمكن من استقطاب جماهير تملأ ملعب "الكامب نو"، على الرغم من النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق البطل منذ بدء الموسم.



وبينت الإحصائيات نفسها أن أرقام الحضور تراجعت بشكل فاضح خلال هذا الموسم "الإقبال الجماهيري على ملعب "الكامب نو" تراجع بمتوسط 13 ألف مشجع في كل مباراة، مقارنة بالموسم الفائت"!



لم تبدأ أي مباراة من 16 مباراة خاضها برشلونة على ملعبه بشبابيك مغلقة، وسجلت مواجهة يوفنتوس في دوري الأبطال أكبر حضور، بـ79 ألف مشجع في ملعب يستوعب 99 ألفًا.



شاهدت برنامجًا إسبانيًّا "مترجمًا" يسرد أسبابًا محتملة لهذا الجمود الكتالوني في المدرجات: ارتفاع أسعار التذاكر، توقيت المباريات "غير مناسب للآباء الموظفين ولا طلاب المدارس"، حدة الطقس، وحشر السياسة أنفها في الملعب!



إذا كان هذا يحدث في مدرج برشلونة، فما الذي يمكن حدوثه في مدرجاتنا، الخاوية على عروشها أصلًا؟!.