عدنان جستنية
الأهلاويون ومرض التبلد العاطفي
2018-02-09

ـ الرفق صفة محمودة ومطلوبة، ويجب علينا كمجتمع أن نحفز ونشجع على التحلي بها، وما يمر به النادي الأهلي حقيقة من أحوال عقب "العفو" التاريخي الذي حصل عليه على أثر فضيحة "العويس جيت" الشهيرة"، تدعو كل منسوبي الوسط الرياضي إلى أن يتحلوا بالرفق و"الشفقة" على محبي النادي "الراقي". 

فالمتابع لبعض الإعلام المنتمي إليه أو من لقبوا أنفسهم بـ"المجانين"، ولهم حضور في صفحات التواصل الاجتماعي، يلاحظ أن ذلك "العفو" بدلاً من أن يتحول لسلوك "إيجابي" لديهم، يدفعهم للابتهاج والاعتراف بـ"الجميل"، وتكون ردة الفعل منسجمة مع خلق رفيع "إذا أُعطي شكر"، إذا بِنَا نشاهد العكس تمامًا، حيث تسبب هذا العفو عندهم في ما يشبه "الانتكاسة" الفكرية والوجدانية، حيث ظهرت عندهم أعراض "هستيريا"، صدمة قادتهم إلى ارتباك شديد أدت إلى فقدان "اتزانهم"؛ فالشك والنكران حاسا تفكيرهم "حوسة" مخالفة تمامًا لكل التوقعات، وأيضًا الحسابات "المنطقية" المتوازية مع العقل.



ـ هذا العفو كوّن لديهم ما يسمى بـ"التبلد العاطفي"؛ فكلما حاولت الهيئة الرياضية أو اتحاد الكرة ولجانه كسب "رضاهم"، نجد أن سلوك "التبلد العاطفي" ومنتجاته المكونة من "النكران والجحود والتمرد"، يزيد أضعافًا عما كان عليه في السابق، "وأكبر دليل أستدل به، يعزز ما أقول هو مبادرة "ادعم ناديك"؛ فعلى الرغم من كل "المكرمات" التي حظي بها ناديهم من دعم مادي وصل إلى أكثر مِن "90" مليون ريال، والتعاقد مع لاعبين تكفل بعقودهم رئيس هيئة الرياضة، وإبعاد نجومه بالكامل عن الاحتراف الخارجي ومن المشاركة في أي مناسبات ودية، نجد أن تفاعلهم ومشاركتهم في هذه المبادرة "ضعيف" جدًّا، مقارنة بالأندية الثلاث الكبار المعروفة، حتى بعدما "جاملهم" آل الشيخ بحالة "إعجاب" تخص الجمهور الذي يطربه، إلا أن هذه المجاملة وما سبقها مِن "هدايا" قيمة قدمت لناديهم لم تحرك ساكنًا ولم تجد نفعًا.



ـ التبلد العاطفي وصل مداه إلى استعطاف اتحاد الكرة بتقديم احتجاج عقب تعادل فريقهم الذي كان متكاملاً مسلحاً بسبعة لاعبين أجانب أمام كبير الأندية وعميدها، والذي ضيع فوزًا ثمينًا من خلال فرص أهدرت وركلات جزاء "ثلاث" لم يحتسبها حكم المباراة.



ـ حقيقة لا أستبعد استمرارية "عاطفية" اتحاد الكرة ليس بقبول الاحتجاج، إنما بـ"تعويضهم" بهدية تكفل وتضمن "سكوتهم" ضمن سياسة "الرفق" المتبعة مع نادٍ جمهوره وإعلامه يعانيان من مرض "التبلد العاطفي".