|


عيد الثقيل
هل "لعب" تركي على STC
2018-02-07

 



عقد ضخم وتاريخي عمل عليه تركي آل الشيخ لبيع حقوق نقل المسابقات الكروية السعودية، بمبلغ 6.6 مليار ريال، خلال عشرة أعوام لصالح شركة الاتصالات الوطنية الرائدة، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف عقد مجموعة MBC قبل ثلاثة أعوام.



 



تضاعف المبلغ خلال ثلاثة أعوام بهذا الشكل، يجعلنا نؤمن بمقولة آل الشيخ خلال حفل توقيع الاتفاقية بعاميته البسيطة "لعبت عليهم". فهل بالفعل "لعب" رئيس هيئة الرياضة عليهم كما قال أم لا؟



قرأت العديد من التعليقات حول المبلغ التاريخي لنقل المسابقات السعودية، التي وجدت غالبيتها يصب في هذا الاتجاه ويؤيده، ولعل أبرز من علق على ذلك الزميل بتال القوس عبر حسابه في تويتر عبر أكثر من تغريدة.



وبرأيي الشخصي أن تركي آل الشيخ لم "يلعب" كما يقول على شركة الاتصالات ويدبسها بهذا العقد الضخم، الذي لن تستطيع تحقيق الأرباح من ورائه؛ فالشركة الرائدة الوطنية التي تملك التجربة والريادة في مجال الاستثمار الرياضي وتنويعه، سواء داخليًّا أو خارجيًّا، وفي أقوى المسابقات العالمية وتحديدًا عبر شراكتها المميزة مع مانشستر يونايتد وريال مدريد، قادرة على تحقيق الربحية ومفاجأة الوسط الرياضي عبر هذا العقد الضخم.



من يقول إن العقد مبالغ فيه، ويشكك في إمكانية نجاح STC في هذا الأمر يستند على التجربة القديمة عبر القنوات الفضائية، بدءًا من أوربت إلى ART وقنوات بي إن سبورت، ومن ثم مجموعة MBC، وهي تجارب متشابهة لم تختلف سوى في تضاعف أرقام النقل.



اليوم تعاني صناعة الإعلام الكثير، وتأن تحت وطأة الديون بدءًا من الصحف الورقية المهددة بالانهيار، وما هي صرخة عميد الصحافيين السعوديين حاليًا خالد المالك ببعيدة عن مسامعنا، وينطبق الحال على القنوات الفضائية التي إن لم تكن على شفا الانهيار كما هو حال الصحف؛ فهي قد دخلت ذلك النفق المظلم لمن يعرف خبايا هذه الصناعة.



اليوم يا سادة هو عصر الإعلام الجديد، إعلام الديجيتال والتطبيقات حتى المواقع الإلكترونية لن تستطيع الصمود والمنافسة.



تجربة STC تجربة فريدة مع حقوق النقل التلفزيوني، لا يمكن مقارنتها مع التجارب التقليدية السابقة؛ فهذه الشركة ستستفيد من خبراتها الاستثمارية في مجال الرياضة محليًّا وعالميًّا، وريادتها لمجال تكنولوجيا الاتصالات والتطبيقات لتدمجها مع النقل التلفزيوني؛ لذلك فلا نستعجل الحكم على هذه التجربة المثيرة، ولننتظر تحولاً هائلاً في هذا المجال عبر هذه الشركة الوطنية.



ختامًا لم "يلعب" تركي آل الشيخ على شركة الاتصالات مع شهادتي له بأنه حقق رقمًا تاريخيًّا يصعب على غيره تحقيقه، إلا أن شركة الاتصالات لم تدفع هذا الرقم إلا وهي تعلم كيف تجني من ورائه الأرباح وتقود القطاع بأكمله للتميز؛ لذلك فلنشكر آل الشيخ على ما حققه ونشكر الاتصالات على جرأتها وابتكاراتها، متمنين لهذه الشراكة النجاح.