|


مسلي آل معمر
أين تذهب هذا المساء؟
2018-02-06

عادت الحياة من جديد للأسر والأطفال والشباب الباحثين عن المتعة والترفيه، وإشغال أوقات فراغهم بما يفيدهم، والفائدة ليست بالضرورة أن تكون مادية؛ فالسعادة والنظر إلى الحياة بتفاؤل لا يقدران بثمن، وهما عكس الإحباط والملل والنظر بسوداوية إلى المستقبل، ولا أبالغ إذا قلت إن الإحباط سبب من أسباب ظهور بعض اليائسين من الحياة، والذين تم استغلالهم للأسف في أعمال إرهابية دنيئة طوال العقدين الماضيين.



كنا إلى وقت قريب نسأل أنفسنا والمستثمرين والجهات الحكومية المعنية، عن أين نأخذ أسرنا وخصوصًا الأطفال إذا ما قررنا البحث عن الترفيه، بل إن الإجابة لدى أهل الرياض دائمًا: ما لنا إلا الثمامة! ولدى أهل الشرقية وجدة: ما عندك إلا الكورنيش، أما باقي مناطق المملكة، فليس لهم إلا الدعاء أو التلفزيون، والحقيقة أن هذا الوضع أنتج لنا إما بعض المنحرفين ومدمني الأجهزة الذكية، أو مدمني الاستعراض والشيلات كنوع من التنفيس، خصوصًا أن الشباب ممنوعون من دخول المولات حتى وقت قريب، ويشعرون بالغربة وسط مجتمعهم الذي للأسف أخذ عنهم انطباعًا أنهم وحوش تنتظر الفرصة للانقضاض على أي فريسة.



الأيام أثبتت أن الشباب من الممكن أن نكتشف الجانب المسالم والمثالي منهم، حيث فتحت الملاعب أبوابها، والفعاليات رحبت بهم، ولم نسمع أو نر أن مظهر من المظاهر غير المقبولة، بل أقول إن الوضع أصبح أفضل من السابق في مسألة التجاوزات تجاه الجنس الآخر؛ لأنهم كانوا يتعاملون مع الأمر سابقًا وكأن كل ممنوع مرغوب، أما وكل أصبح مسؤولاً عن تصرفاته؛ فالوضع تحول إلى طبيعي، وأنا هنا أتحدث قبل أن تقر الحكومة نظام مكافحة التحرش الذي سوف يحكم الجميع، ويضع حدًّا لمن يحاول أن يتجاوز على الأعراف والأخلاق وخصوصية الآخرين.



المهم أن الخيارات تعددت أمام الأسرة، بين الذهاب لمشاهدة المباريات أو حضور الفعاليات الترفيهية، أو الحفلات الغنائية، أو المسرحيات، أو سباقات السيارات، وقريبًا ستدخل السينما إلى الروزنامة، وكل هذا سيخلق فرص عمل، وسيرفع الدخل القومي بدلاً من الصرف على الترفيه في دول أخرى، والأهم أن المواطن سيبقى سعيدًا في بلده، وهو يجد ما يستمتع به مع أسرته ومع صغاره، أما الجميل جدًّا في كل هذه الجوانب، فهو أن العجلة تدور بسرعة كبيرة دون أي تعقيدات أو عوائق، ويا لها من عوائق حرمتنا الكثير خلال العقود السالفة!