الاتحاد هو بوابة الحركة الرياضية السعودية، وهو عميد الأندية وأولها، وعبره عرف التنظيم الإداري وفيه نظمت العضوية الشرفية، ومن خلاله دشنت العديد من الألعاب المختلفة، ومن دونه لا يكتب التاريخ الرياضي، وفي محيطه تتوقف الكلمات عاجزة أمام وفاء جماهيره، ومن العميد نتعلم دروسًا في التضحية والإخلاص والتفاني، وعبره تتصاعد آفاق الكادحين إلى عنان السماء، وفي كنفه تحضر المساواة بين فقير مدقع وغني مفعم، فالاتحاد هو عنوان لانصهار الكل في الكيان ورمز لزوال الفوارق واندثار الطبقية.
وحسبي أن معالي آل الشيخ يعي ذلك تمامًا؛ فهو من قال بحكمة إن الاتحاد وجد قبل التوحيد، وإنه العميد وإنه يستحق الدعم، ووعد بما يثلج صدر كل اتحادي، ولكن بصراحة صدور الاتحاديين لم تثلج بعد ولا تلام؛ فالقضايا لا تزال تطارد الاتحاد ولم تعالج جذريًّا، والمنع من التسجيل لا يزال مستمرًّا، ولربما يمتد لموسم آخر وقضايا الفساد لا تزال غامضة، كما فازت أندية أخرى بالمواليد وتسجيل المزيد من الأجانب، والفريق الاتحادي لا يزال أسيرًا لقرارات مؤلمة، الهيئة أو الرئاسة من قبل ـ في الواقع ـ كانت شريكًا رئيسًا فيها مع التسليم بأنها بسبب إدارات لم تكن مؤتمنة أو مفلسة إداريًّا.
ونحن هنا لا يمكن أن نتجاهل الدعم الذي قدمته الهيئة برئاسة معالي المستشار لنادي الاتحاد، والذي ساهم بشكل فاعل في تجنيب العميد المزيد من العقوبات الداخلية والخارجية "مؤقتًا"، ولا نتحفظ على دعم الأندية الأخرى؛ فهي تستحق كما يستحق الاتحاد، وبنفس المعيار نقول وبتجرد إن دعم الاتحاد أقل بكثير من التطلعات، ولاسيما أن الأندية الأخرى أغدقت بأضعاف ما حصل عليه الاتحاد لإبرام صفقات لتعضيد الصفوف، بينما لا يزال الاتحاد في دائرة الخطر وهناك فرق، وفي ظل هذه المعطيات أقول إن من حق جماهير الاتحاد أن تقلق على ناديها؛ فقائمة المديونيات لا تزال تقدر بمئات الملايين، والفيفا وفض المنازعات لا يزالان يتربصان بالعميد، والمنع من الستجيل لا يزال مستمرًّا، وقضايا الفساد لا تزال في طي الكتمان، والأمل في أن تكون هناك إيضاحات من الهيئة لأفعال في طريق القضاء على هذه العناصر المثبطة بما يبعث الطمأننية في نفوس الاتحاديين خاصة والرياضيين على وجه العموم؛ فالاتحاد هو ركن من أركان الرياضة السعودية، متى ما اهتز تداعت له المنظومة الرياضية كلها في وطننا الغالي.