"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم: "خواتم" لأنسي الحاج، الجزء الثاني، دار رياض الريّس للكتب والنشر، والمقتطفات من الطبعة الأولى:
ـ تَوَهّم تَتَّسِع:
مِن معاني الوهم، في القاموس: الطريق الواسعة!.
ـ لحظة اعتراف:
اللحظة التي نبكي فيها أمام الرَّوْعَة، اعتراف بأنّ كلّ حياتنا السابقة كانت صحراء!.
ـ الغباء الذكي:
أيّ دهشةٍ تتملّك المرأة عندما تقرأ ما يكتبه الرجل عنها في الحب!. لعلّها أكثر منه تقديرًا لنِعْمَة الفَرْق "الطبيعي والمصنوع" بينهما، ولِنِعْمَة الجهل الذي يَحْمِلُه على تَعَشُّقِها بهذه الشاعريّة المُجَنَّحَة. ولعلّها تُردِّد أحيانًا في سِرِّها: "ما أغْبَاه"!.
ـ نرجسيّة أيضًا:
أنْ تَكْرَهَ نَفْسَكَ هو أيضًا، مَرّات، شكلٌ من أشكال النَّرْجسيّة!.
ـ جاوب قبل أن تقرأ هذه الفقرة، هل أنت مُرْهَف أم أنَانِيّ؟!:
المُشْتَرَك بين المُرْهَف والأنَانِيّ، أنّ الأول يظنّ نفسه أنَانِيًّا، والآخَر يظنّ نفسه مُرْهَفًا!.
ـ تقلّبات الحَسَد:
حَسَدُ البداية طُمُوح. حَسَدُ المُنتَصَفِ غيرَة. حَسَدُ النهاية نهاية!.
ـ وحوش ضارية ولكن:
في كلّ تَبَدُّلٍ، مهما سَحَقَتْنا وحوشه، مكانٌ للطفولة من جديد!.
ـ الحب أمومة:
لا تُعجبه ليُنجِب منها، بل لِيُولَد منها!.
ـ صوت وسوط سكوتك عنهم:
يظنّ سكوتكَ، الذي هو احتقار صامت لحقارته، جَهلًا!. فيؤسِّس عليه مشروع عمره!. يستنزفك ويزدهِر!. وتتراخى أمامه ازدراءً وشفقة!.
ـ حكاية "أبو نواس" في كلمتين:
إنْ لَم يُمارِس مُوبِقاته، وبعضها شنيع، لا يستطيع أن يبذل عطاءه، وبعضُهُ رائع!.
ـ موهبة اللامُبَالاة:
مثلما أنّ الحياد قد يكون أفضل الظروف المناخيّة لاستقبال الإلهام، كذلك فإنّ اللامُبَالاة هي أفضل موقف قد يُغري الحظَّ بالمجيء. ولكنْ إذا تَعَمَّدْتَ اللامُبَالاة جافاكَ الحظُّ؛ فاللامُبَالاة المحظوظة هي أيضًا نوع من أنواع الموهبة!.
ـ "تَعَال فَهِّمْهُم":
غَبَاوَةُ عَيْنَي شاعر يُقَلِّد، وهو يتلو شعره، "صورة" عن الشاعر هي، في أصلها، غَلَط!.
ـ و"تَعَال فَهِّمْهُم":
إذا أردتَ أنْ تقتل شِعْرًا، ضَمِّنْهُ نُكْتَة!. وهو ما يحصل لدى بعض الشعراء!. يحتمل الشعر الدُّعابة والسُّخرية واللؤم. لا يحتمل النُّكْتَة!. كما لا يحتمل النوادر وما يُسمّى طرائف!. ولا "الجَلَاطَة" التي يظنّها بعض الكُتّاب جُرْأةً فضائحيّة ثوريّة وإنْ هي إلّا "جَلَاطَة"!.