سجل هدف الفوز وأبقى الهلال في الصدارة، لكنه لم يفرح.. لم يحتفل، بل انزوى، تقرفص وانكمش، أراد أن يخفي وجهه عن كل الحضور.. أن يبكي كطفل مقهور. موقف غير مسبوق يعكس حجم الضغوط التي يتعرض لها لاعب الهلال.
نشاهد المباراة ونحن في الاستراحة.. لدينا سيطرة كاملة على كل ما حولنا حتى درجة الحرارة استقرت على العشرين بعد أن أشعلنا الحطب وشربنا الكرك. ثم نصرخ في وجه اللاعب "يا غبي.. كيف تضيع هذي".
هذا هو حال الهلال.. الضغوط تعصف بالفريق والجماهير تعيش في عالمها الخاص.. يريدون لاعباً من حديد، حتى الحديد ينصهر ويذوب أمام الضغوط. ما تفعلونه اليوم من هجوم على الجميع سيدمر الهلال ويهدم كل ما بُني في سنتين.
الهلال يعاني من تداعيات ما بعد الخروج الآسيوي. صحيح أنه لم يسقط مباشرة وهزم الأهلي والرائد، ولكنه صمود غير حقيقي ومجرد ردة فعل لا تعكس واقع الهلال أو ما يسمى في الاستثمار بـ (dead cat bounce)
أو ارتداد وهمي بعد خسارة كبيرة.
الهلال لحسن الحظ مازال متمسكاً بالصدارة، ولكنه بفضل صراخكم سيخسرها قريبا. سيسقط كما سقط ريال مدريد الذي اكتسح بطولات الموسم الماضي واليوم يتخلف عن متصدر الدوري بـ19 نقطة.
إذا لم تُحرك فيكم صورة ريفاس شيئا فأنتم لا تحسون. صرختم في وجه سالم "حس يا سالم" اليوم أنتم يجب أن تحسوا. يجب أن تتوقفوا عن الضغط على اللاعبين وتتقبلوا أن الهلال يمر بمرحلة إحباط طبيعية قد تقصر وقد تطول. ستقصر إذا نظرتم بواقعية لما يمر به الهلال، ولكنها ستطول "كما طالت على الآخرين" إذا واصلتم الصراخ على دياز وريفاس وياسر وكل من لعب ولم يلعب.
وقفتم مع الهلال عقوداً طويلة وكنتم سبب انتصاراته وسبب عودته السريعة للبطولات، فلا تكونوا مصدر الألم والضغوط على الإدارة واللاعبين.
لا يؤلم اللاعب ويكسر قلبه أكثر من انتقاد جماهير ناديه له، يتحمل اللاعب صراخ جماهير الفرق الأخرى وحتى سبهم وطول ألسنتهم، ولكن كلمة واحدة من محبيه تجعله يكره كرة القدم.
الهلال بحاجة لوقفتكم ودعمكم. أسعدكم كثيراً ويستحق أن تتحملوا قليلاً من الإخفاق.
فهل ستحسون؟