لم يكن الحدث مجرد سباق للخيل الأصايل.. لم يتوقف الأمر هناك على حدث رياضي يتنافس فيه أصحاب الشأن والاختصاص والاحتراف.. فقد كان الأمر أكبر من ذلك بكثير..
حظيت في العام الماضي بتلقي دعوة كريمة من نادي الفروسية لحضور كرنفال كؤوس الملوك في نسخته الثانية.. سقت الخطى إلى ذلك المكان الذي حدثت نفسي كثيرًا عنه.. ووعدت ذائقتي بتكرار تجربة الطفولة حين حضرت في صغري بعض منافسات ميدان الخيل في "الملز"..
ومنذ مغادرتي ميدان الفروسية "العام الماضي" وأنا أحدث نفسي برد جزء من جميل وحق هذا الميدان والقائمين عليه؛ لما لقيته من اهتمام وحسن تنظيم وقدرة على تقديم العمل بهذا الرقي والإتقان..
مرت الأيام.. ووجدت نفسي أمام تاريخ يتجدد وحدث يتكرر للعام الثالث على التوالي.. هنا توقفت وقطعت عهدًا بأن أرد شيئًا من ذلك الجميل..
وقبل أسبوع.. كنت ومعي مجموعة من الأحبة والأصدقاء من الإعلاميين والناشطين في ضيافة رجال الأصالة والعز.. الرجال الذين تمكن منهم حب الخيل حتى انغرست طباعها في أفعالهم قبل أقوالهم.. كنا هناك.. في نادي الفروسية.. وموطنها.. وبيتها الكبير الذي اتسع ليحتوي الجميع..
وحين أقول الجميع فأنا أعني الجميع.. فالحدث وما صاحبه من أنشطة وفعاليات كان مقصدًا لجميع شرائح المجتمع صغارًا وكبارًا.. سعوديين ومقيمين من الجنسين..
اختار منظمو الحدث اسم "كرنفال كؤوس الملوك" في لمسة وفاء كبيرة تجاه شخصيات ورموز غالية على كل سعودي وسعودية.. والوفاء من السعودي لا يستغرب في بلد رضع أبناؤه الوفاء مع حليب أمهاتهم.. وسكنت معانيه في جينات شعب كان ولا يزال وسيظل وفيًّا لكل ملك ومسؤول وجندي ومعلم ومتفوق خدم تراب هذا البلد الطاهر..
ولأنها الخيل.. فقد حضرت معي كل تلك المعاني.. ولأنها الخيل فقد كان للخير موطئ ومكان.. وقد صدق المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ حين قال: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة"..
وأختم بالشكر لكل القائمين على نادي الفروسية وكل من منح وقته وماله وجهده في خدمة وتطوير هذه الرياضة الأصيلة في شكلها ومضمونها..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..