|


فهد عافت
«شايف نفسه»!
2018-01-27

 



1



ـ كل الشائعات يمكنها أن تظل مجرّد شائعات، طوال الوقت، وإلى أن تموت، باستثناء شائعة الرحيل. قَصُر الزمن أو طال، في لحظةٍ ما، لن تكون شائعة!.



 



 



2



ـ القراءة خُلِقت لنتغيّر. لكن هل يمكن لنا أن نتغيّر أثناء الكتابة؟!. نعم، دون شك، وهذا أجمل ما فيها. قبل فترة كنتُ أكتب حوارًا مسرحيًّا، وفجأة، قالت إحدى الشخصيّات، متهكّمةً على سمْنة شخصيّة أخرى: (.. “الكَرْشَة” حَدَبَة بطن!، “المكرّش” أحدب بالمقلوب!..). لحظتها فقط حسمت أمري وقررت تخفيف وزني!.



3



 



ـ مقولة “فلان شايف نفسه”، صارت لزمة، لها طابع الحُكْم المتهكِّم، أو المتّهم بالغرور. أفكِّر فيها فيظهر لي كم هي مظلومة في استخدامها على هذا النحو. المغرور حقيقةً هو الذي لا يمكنه أن “يشوف نفسه”!. وهو أعجز وأجبن من أنْ يحاول ذلك!. نحن نقرأ ونكتب، ونحبّ، ونتأمّل، ونعمل، ونجتهد، ونجرِّب، رغبةً وأملًا في أن “نشوف أنفسنا”!. يقول تعالى: “وفي أنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبصِرون”.



 



4



ـ في سِنٍّ مُبكِّرة، تنشأ الصداقات الأكثر حميميّة. ابتداءً من الأربعين فما فوق، سعداء الحظ وحدهم، يُرْزَقون بصداقات سخيّة النُّبْل والمَرَح والحميميّة والأصالة. وكما أنّ الصداقات الحقيقيّة تنشأ في وقت مبكِّر، فإن الصداقات الحقيقيّة وإنْ تأخَّرَت، تُنْشِئ في النفس شعورًا حقيقيًّا بأن الوقت لا يزال مُبكِّرًا، وأنّ العمر في أوّله!.



5



 



ـ الحقيقة شيء، والصِّدق شيء آخر. هذا صحيح إلّا في المشاعر!. في المشاعر ليس هناك حقيقي في غير ما هو صادق!. كل ما هو صادق فهو حقيقي!. دون أن يكون العكس صحيحًا بالضرورة!.



 



6



ـ لولا “ضمان التّملّك”، لولا ما يقدر هذا الضّمان على صناعته من ملل ورتابة، لما وَجَدَتْ الدنيا قصص حب عظيمة وخالدة، في غير بيوت الزّوجيّة!.