|


أحمد الفهيد
رئيس الهلال حتوحشنا فعلا
2018-01-27

تقول الأنباء "وهي غير أكيدة حتى الآن"، إن هذا الموسم هو الأخير للأمير نواف بن سعد رئيسًا للهلال، سيغادر إدارته بإرادته، طويلًا، مستقيمًا، مضيئًا، كما دخلها أول مرة، سيغادر وقد زادت بطولات الهلال في عهده أربعًا، وهناك خامسة في طريقها أن تكون أيضًا بطولة هلالية.. 



صنع هذا العزّ كله في أقل من عامين، وزاد عليه بأن هدّ جزءًا كبيرًا من جبل الديون الزرقاء، وطحنه حتى تحول إلى تُّرْبة صالحة لزراعة حقول من الفأل اللذيذ، لمن سيأتون بعده.



لا أريد لهذا القائد، الرائد، أن يترجل من على ظهر خيله الآن، ويغمد سيفه، أو يضع مسدسه في جيبه، فما زال يكسب معاركه، وما زالت رايته باسقة العلو، والسمو، كأنها غيمة تسبح في السماء.. لكن ولأنني من حزب "مدح الرجَّال في وجهه"، خصوصًا أولئك الذين يملؤون الدنيا عملًا وأملًا من دون بهرجة أو ضجيج، وأنانية وغرور، قررت أن أقول له "أنت بطل أيضًا، كما الهلال تمامًا.. حفظت ماله، وهيبته، احتفظت بأسراره بعيدًا عن مسترقي السمع ممن يجيدون صيد الأسماك الميتة في الماءين "العكر، والزلال"، وحافظت على هيئة أعضاء شرفه من سوء الظن، وأنزلت رجالها منازلهم، وقدرتهم حق قدرهم، ولم ترفع بعضهم فوق بعض درجات.. كنت أمينًا عليه، وأمانًا له، دافعت عنه، ودفعت من أجله.. واستخدمتَ الكلمات المناسبة للحديث عنه، كنت حادًّا في بعضها بذكاء وإدراك، وواضحًا في أخرى برصانة، ووعي وفطنة، وهادئًا في أحيان جمّة بنباهة ووقار".



هل قلت كل شيء؟!.. لا، لكن هل ينتهي "عادة" الكلام الطيِّب في الرجال الطيبين؟!.. 



مشكلة أي رئيس لنادٍ عظيم وبطل كالهلال، أنه يأتي دائمًا في أعقاب رئيس فاز بالذهب حتى أُتخم.. 



نعم هي مشكلة، أن تأتي لفريق لا يتوقف عن التهام المجد، سيكون عليك حينها يا حضرة الرئيس ألا تتوقف عن وضع المجد له فوق الطاولة ليلتهمه، أو سيجوع، وإن جاع غضبت جماهيره، وربما تأكلك أنت في فورة هذا الغضب المباح!



في أندية كثيرة، تريد الجماهير من الرئيس الجديد أن يحقق البطولة "أي بطولة" لتفرح، ولتباهي وتزهو..



في الهلال، تريد الجماهير من الرئيس الجديد أن يستمر في تحقيق البطولات، وألا تتوقف هي عن عدِّها، وألا يموت فرحها وزهوها ومباهاتها عامًا واحدًا. 



الأمير نواف بن سعد، إن صدقت الأنباء واستقلت.. "حتوحشنا" فعلًا!