لو قلت لكم إن هناك دولة لديها قرابة 350 لاعباً محترفاً في الخارج، ولديها محترفين في 47 دوري حول العالم، بما فيها الإنجليزي والإسباني والفرنسي والإيطالي، ولديها في الدوري الألماني وحده 37 لاعباً.
من المؤكد أنكم ستتوقعون أنني أقصد أرض المتعة والسحر والمهارة الفطرية "البرازيل"، ولكن الحقيقة تقول إن اليابان أصبحت اليوم واحدة من أكبر مصدري اللاعبين في العالم.
بدأت قصة اليابان مع كرة القدم في الثمانينيات بحلم.. بمسلسل كرتوني اسمه "كابتن تسوباسا"، أو كما نعرفه "كابتن ماجد".
الحلم لم يستمر كرتونياً، بل تحول إلى واقع، بعد أن بدأت اليابان بدعم احتراف اللاعبين في الخارج خاصة في أوروبا، على الرغم من الانتقادات الكبيرة للمشروع في ذلك الوقت إلا أن نتائج اليوم أثبتت عبقرية الفكرة.
خرج النجم الياباني الشهير ناكاتا في نهاية التسعينيات ممثلاً للكرة اليابانية في أوروبا. بدأ احترافه في الدوري الإيطالي في فريق بروجيا، وبعدها انتقل إلى روما وعدة فرق إيطالية معروفة ليحقق نجاحات مبهرة جعلت الأسطورة بيليه يختاره ضمن قائمة أعظم لاعبي القرن العشرين.
نجاح ناكاتا فتح أبواب أوروبا لمئات اللاعبين اليابانيين من بعده، وهو ما نتمنى حدوثه مع نجومنا المحترفين اليوم في الدوري الإسباني.
أعرف أن هناك عدداً لا بأس به من أصحاب النظرة المتشائمة والذين لا يرون في احتراف اللاعب السعودي في الخارج أي فائدة. أحترم وجهة نظرهم وأتفهم مخاوفهم، ولكني في المقابل أرى أن الاحتراف في الدوري الإسباني حلم.. أشبه بفيلم كرتوني ولكن الحلم والفيلم تحولا إلى واقع.
لأول مرة سأشاهد الدوري الإسباني لأسباب شخصية.. أريد أن أجرب إحساس المصريين وهم يتابعون إبداعات محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. لم أتوقع أن يأتي يوم وأتخلى عن تشجيع ريال مدريد وأتحمس لفياريال وليفانتي وليجانيس.
كنت سعيداً بتفاعل ليفانتي مع فهد المولد والحماس الكبير الذي أبداه النادي، ما يجعلنا نتفاءل بمشاركة ملهمة لفهد في أقوى دوريات العالم. قد يكون فهد "ناكاتا " الكرة السعودية ويفتح طريق أوروبا ـ السعودية للأجيال القادمة.