|


مسلي آل معمر
فاتنة «الوانيت الأحمر»
2018-01-23

في الثمانينيات الميلادية كانت مصادر المعلومة بالنسبة لنا كجيل محدودة، فلا مصادر لنا إلا القناة السعودية الأولى والصحف الورقية والراديو، خاصة في المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد، حيث لا تصل هناك إلا الطبعة الأولى من الصحف والتي لا تقدم إلا أخباراً بائتة لا جديد فيها ولا جدوى منها، وكصغار مهتمين بكرة القدم كنا نعيش كل أسبوع فقط على مشاهدة مباراة أو مباراتين من الدوري مع برنامج رياضي كل خميس، لعلنا نتابع ما يحدث في الملاعب ونستمتع بما يقدمه ماجد عبد الله وجيله الجميل، هذا كان ما لدينا حتى ظهرت صحيفة يومية وردية، تقدم الأحداث أولاً بأول، حيث تنتهي المباراة في وقت متأخر من الليل، وفي اليوم التالي نجد التحليل بالنص والصورة حاضراً في العدد، بل إن تلك المطبوعة متخصصة في الرياضة، لذا قدمت لنا وجبة دسمة نجد فيها كل ما يشبع جوعنا وعواطفنا تجاه الساحرة المستديرة.



من عاصر ذلك الزمن لا يمكنه أن ينسى اللون الفاتن للجريدة، ولا إطلالة "الوانيت الأحمر" الذي يوزعها مع شقيقاتها الشرق الأوسط والمجلة ومطبوعات أخرى، بل إن البقالة التي تضم سلة صحفها الجريدة ذات اللون الوردي لها "برستيجها" الخاص عند الزبائن، فذلك يعني أن كثيرين سيتزاحمون كل "ظهرية" للحاق على نسخة من المتخصصة.



في ذلك الوقت كان صحافيون كثر يحلمون بأن يروا أسماءهم كمحررين في الصحيفة، لكن هيهات، ليس بالسهولة أن ينضم إليها أحد، فالكل يحلم بذلك، بل إن المسؤول يتمنى أن ينشر له فيها تصريح أو حوار.. إنها "الرياضية".



وبما أن للعمر أحكاماً، وبما أن الصحافة المطبوعة في العالم أجمع تقف أمام طوفان التكنولوجيا، فمن الطبيعي أن تفقد الصحف الكثير من مزاياها، ورغم ذلك تقف "الوردية" صامدة أمام كل هذه التحديات، فالسبق لا يزال على صفحتها الأولى، والحوار "المختلف" نتصفحه من يوم لآخر في صفحتي الوسط، أما الرأي الرياضي، فشهادتي في من يكتبون مجروحة، لكن القارئ بإمكانه أن يحدد من هم صفوة كتاب الرأي الرياضي في البلاد، وفي أي صحيفة يكتبون؟.



ظهور "الرياضية" قبل 30 عاماً كان فتحاً في الصحافة السعودية المتخصصة، وصمودها الآن وتألقها عبر الموقع الإلكتروني وحسابات السوشال ميديا، يعد امتداداً لتلك الانطلاقة التي لا تنسى.. وبهذا التبويب الجديد، وبهذا التجديد ينبغي أن تبقى الوردية كما أحببناها، متفردة في المحتوى وفاتنة في الشكل وسيدة للسبق!.