نبيه ساعاتي
الـ"فيفا" يعترف ببطولات التضامن الإسلامي
2018-01-20

 

بمناسبة تولي معالي المستشار تركي آل الشيخ مهام رئاسة الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، أذكر أن هناك جدلاً واسعًا حدث خلال حقبة زمنية ماضية، حول اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنافسات كرة القدم التي تقام تحت مظلة الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي؛ فخاطبت الاتحاد الدولي لمعرفة حقيقة موقف الـ"فيفا" من هذه القضية، وهو الذي كان يرفض الاعتراف بالبطولات التي تقام على أسس عقائدية أو عرقية؛ فتلقيت خطابًا فاجأني من جون سكوماكر John Schumacher الذي كان يشغل منصب مدير قسم الإعلام بقطاع الاتصالات في الاتحاد الدولي لكرة القدم في 15 إبريل 2005، وضع حدًّا لكل الجدل الذي كان يحيط بالوسط الرياضي الإسلامي حول اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بالمنافسات الكروية التي تقام تحت مظلة اتحاد التضامن الإسلامي، الخطاب أفاد بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم بات يعترف رسميًّا ببطولات كرة القدم المقامة ضمن فعاليات ألعاب اتحاد التضامن الإسلامي ـ على الرغم من أنها تقام على أسس عقائدية ـ عدا أن هذه البطولات لا تعتبر من الفئة A لمنافسات كرة القدم الدولية. كما أن الاتحاد الدولي لن يتخذ أي عقوبة تجاه من ينسحب منها، وبذلك يكون الأمر متروكًا للجهة المنظمة.

 

ويضم الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي 59 عضوًا من قارات آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا، ومن هنا تتجلى أهمية هذا الاتحاد الذي ولد في عام 1985 في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، التي لا تألو جهدًا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين للنهوض بكل ما من شأنه رفعة أبناء الأمة الإسلامية في كافة المجالات الحيوية، بما فيها المجال الرياضي، ويهدف هذا الاتحاد إلى تعضيد العلاقات بين شباب الدول الإسلامية وتعزيز الشخصية الإسلامية التي يرتسم في محياها التسامح بين الأديان والمساواة بين الأشخاص، وفق ما تمليه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ناهيك عن تعريف شباب الدول الأعضاء بأهمية رسالة الرياضة في رسم صورة مضيئة للإسلام والمسلمين. كما أن من أهداف الاتحاد توحيد المواقف الرياضية وفق ما تمليه مصالح الأعضاء والتعاون مع المنظمات الرياضية الدولية والقارية.

 

ورياضيًّا بواقعية، لم يصل الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي إلى مستوى تطلعات الشباب الإسلامي، في ظل ما تمر به الأمة بين حين وآخر؛ فهناك توقفات متكررة واعتذارات، وفي كثير من الأحيان الخروج عن الأهداف المعلنة، وكلنا أمل في أن معالي المستشار تركي آل الشيخ يتمكن من تحقيق أهداف هذا الاتحاد، الذي يمثل الأمة الإسلامية في كل بقاع المعمورة، وليس فقط في الدول الإسلامية؛ فالمسلمون في كافة أرجاء العالم من حقهم مشاركة إخوانهم أبناء الدول الإسلامية في الكرنفالات الرياضية. كما أن الباب يجب أن يبقى مفتوحًا لغير المسلمين الذين يمثلون الدول الإسلامية؛ لترسيخ مفهوم التقاء الأديان، مع التسليم بأن الآفاق الفكرية يجب أن تتحرر لتواكب متطلبات العصر والرؤية المستقبلية، ومعها يجب أن تختلف الأسس والمعايير التي تحقق هذه الأهداف.