أنديتنا "أنانية"، ولا تبحث إلا عن مصلحتها، ولا تهتم ولا تنظر لمصلحة "المنتخب" والكرة السعودية، والمنتخب الأولمبي الذي شارك مؤخرًا بالصين "كأس آسيا تحت 23 سنة" مظلوم، ولا يجب أن يلام وحده! والإخفاق يجب أن يتحمله ويحاسب عليه الجميع، خروج مخزٍ "مذل" يجب ألا يمرر بسهولة!
لا نستصغر الآخرين؛ لأنهم أقل منا تاريخًا.. إمكانيات.. احترافًا.. اهتمامًا وغيره، ولا نحسدهم لأنهم تفوقوا ووصلوا ونحن لا، ولكن من "العيب" على احترافنا ومكانتنا القارية أن نظهر بهكذا ظهور متواضع لمنتخب يعد رافدًا للأخضر الكبير، وهذا الجيل سيشارك بأولمبياد اليابان 2020! فهل هذه مؤشرات المستقبل الكروي لدينا؟!
لا نلوم اللاعبين وحدهم، بل نعتب على تقصيرهم إن أتى، وما شاهدناه منتخب ضعيف غير قادر على مسايرة الآخرين فنيًّا حتى المغمور منهم، الذي يشارك لأول مرة بالبطولة تفوق ووصل على حسابنا واتخذنا معبرًا!
منتخبنا الأولمبي لم يُعد/ لم يؤهل بشكل إيجابي لهذه البطولة؛ فالمدرب بحكم الجديد الأرجنتيني دانيال تيجالي الذي هو أحد أهم الأسباب في الإخفاق القاري، مدرب لا يعمل بخطة فنية واضحة، وليس لديه عمل ملموس ومشاهد على أداء اللاعبين، ولم يوظف إمكانياتهم بشكل جيد، مدرب يترك لهم الحرية "العشوائية" ليشحذ همتهم بالاجتهاد "كلٌّ وكرمه"، فهل يعقل أن نتفوق بهكذا تكتيك؟!
في اعتقادي أن ما يحدث مع المنتخبات السنية ليس إلا "لعنة" رحيل المدرب الوطني، "ابن البلد" الذي عمل وأنجز، وفي الآخر "أُبعد" بطريقة استفزازية وغريبة جدًّا! ربما كان ذلك قدر"المنتج الوطني" الذي هو كزامر الحي لا يطرب مهما قدم، و"عقدة الأجنبي" التي تظل هي المسيطرة رغم إفلاسه وإخفاقاته، إلا أنها تمرر مرور الكرام!
أعتقد أن ما يحدث بلاعبي الفئات السنية هو نتيجة أولاً لتهميش هذه الفئة وعدم الاهتمام بها، حيث يبقى التركيز على الفريق الأول هو الغالب من قبل الأندية التي تبحث فقط عن الأجنبي "النجم" الجاهز الذي يأتي لها بالعصا السحرية للبطولات، "وليته فعل"؛ فأغلبهم يقع بين مطرقة "الإصابات" وسندان "انخفاض" المستوى!
وجود اللاعبين الأجانب "تكديسهم" بالفريق أثر بشكل سلبي على اللاعب السعودي الموهبة، وتلك "بركات" اتحاد القدم وقراره السلبي بزيادة أجانب الدوري التي أتت على حساب "الخامة الصغيرة" التي هي معين المنتخبات السنية!
لاعبو الفئات السنية كالبراعم الصغيرة بحاجة إلى اهتمام ومتابعة وإعطاء فرصة لتنمو وتكتمل بشكل جيد ومنتج، لاعبونا مهاريون بطبعهم ولديهم مواهب فنية وبحاجة إلى لعب مباريات تراكمية محلية عديدة والاحتكاك بشكل أكبر لتتطور مستوياتهم وتزيد خبراتهم للمنتخب!
إشكاليتنا في التخطيط "القفز على الواقع"؛ فنعمل بطريقة الهرم المقلوب بدءًا من الأعلى ونهمل "القاعدة" أساس البناء الصلب المكتمل الأركان! وهذا خطأ احترافي يتحمله اتحاد الكرة، وهو المسؤول بشكل غير مباشر مع الأندية في إخفاق المنتخب الأولمبي وخروجه "بخفي حنين"!
لماذا أُبعد القروني والشهري عن قيادة المنتخبات السنية رغم ما قدماه؟! فالأول وصل للدور الثاني في كأس العالم للشباب2011م، والثاني له إسهامات "إنجازات" مع المنتخب السعودي قاريًّا ودوليًّا، بمقابل أجنبي "مفلس" يأتي لأجل المادة فقط!
أتمنى من اتحاد الكرة تقييم التجربة وإعادة النظر في مسألة زيادة الأجانب بالدوري وتقليصها لـ3/4 فقط؛ حتى لا يأتي ذلك على حساب الكرة السعودية وحصاد المنتخبات الوطنية أكثر!.