|


فهد عافت
"ما حدِّش بياكلها بالسّاهِلْ"
2018-01-18

 

 

 

 

 

ـ ليس لدي أي موضوع، وكل الأفكار غائمة وسريعة الهرب، والوقت يمضي، ولا بد من تسليم الزاوية بعد أقل من ساعة بالكثير. ولا أريد لهذه الـ "بالكثير" أن تُعاد على مسمعي بعد أقل من نصف ساعة، بصوت أغلظ!.

 

ـ تذكرت "نجمة إبراهيم" في فيلم "ريّا وسكينة": "ما حدّش بياكلها بالسّاهل"!، وقررت ملاحقة الأفكار، وعليه فإن هذه المقالة ملاحقة للأفكار وليس إمساكًا بها!.

 

ـ سأبدأ من زين الدين زيدان، كم أنا قلق عليه، هذا الذي أحبه بشكل يصعب شرحه، في ورطة، ومع ذلك أريد استحضاره لينقذني من ورطة!، يدخل فيلليني في عملية إنقاذ مزدوجة ومباغتة: "هناك وقتان يكون فيهما العمل بالغ الصعوبة، الأوّل عندما تحرز نجاحًا، ويبدو للعالم أنّ إخفاقك غير ممكن، والوقت الآخر عندما تعاني إخفاقًا"!. انتهى!.

 

ـ شاهدت فيلم "مولانا" عن رواية بنفس الاسم لإبراهيم عيسى، الذي قام هو نفسه بكتابة حوار الفيلم، كنت واثقًا من مهارة مجدي أحمد علي كمخرج، فمنذ أول أفلامه "يا دنيا يا غرامي" أثبت أنه أحد أفضل السينمائيين في جيله، وبالنسبة لي هو أحد أفضل القادرين على إصابة ممثليه بِمَسّ الإبداع، يُخرج أعمق وأرق ما فيهم، أظن أنه كسب هذا من مرافقته لمحمد خان، فلا أحد يقدر على إثراء الممثل أو الممثلة، وبالذات الممثلة!، بكيفية الأداء مثلما كان يفعل محمد خان!.

 

ـ نجح مجدي أحمد علي في تقديم فيلم مشوِّق، ونجح أكثر بتقديم "عمرو سعد" في أفضل أداء تمثيلي له حتى الآن من وجهة نظري، يكفي أنه وبخبطة واحدة أخرجه من عباءة أحمد زكي، الأمر الذي فشل فيه خالد يوسف على كثرة الخبطات!.

 

ـ وفي الحوار بات واضحًا إمكانيّة خفّة الظل التي يمكن لإبراهيم عيسى ضخّها في السينما. شيء واحد كان معيبًا، في رواية الفيلم، يتحمله إبراهيم عيسى، فقد كان كروائي يقود الأحداث أكثر مما يتبعها!. انتهى!.

 

ـ أَعُدُّ كلمات المقالة، وأتذكر أنّ يوسف شاهين كان يفعل مثل هذا الأمر في أفلامه مع فريد الأطرش!. يحكي أنه حين انتهى من فيلم "أنت حبيبي" على ما أظن، قدّم الفيلم لفريد الأطرش، لكن فريد أو أخوه وزن الفيلم بميزان الخضار والفاكهة فوجده أخفّ من الوزن الفني لفريد الأطرش، مما اضطر معه يوسف شاهين لإضافة أغنية!.

 

وها أنا أفعل:

ـ "ما يجتمع إلّا في صُبْحٍ ماطِرْ..

فرحه وكَسْرَة خاطِرْ"!.

 

ـ انتهى!.