يبدو لي أن المنافسة على الدوري قد بدأت الآن، بعد أن قرب الاتحاد الفارق النقطي بين "الأهلي والهلال" إلى نقطتين، وعلى بعد تسع جولات من خط النهاية.
الآن فقط ستدار اللعبة فنيًّا داخل الملعب، وإعلاميًّا وجماهيريًّا خارجه، ومن يستطيع الإمساك بخيوطها هو فقط من ستبتسم له النهايات ولا عزاء لخاسر!.
نقل "الضغط" إلى معسكر المنافس هو السلاح الأنجع، وهذا لا يكون إلا بحصد الانتصارات، واستغلال أي تعثر للمنافس وإدخاله دوامة فقدان الثقة ثم التسليم.
ولكي يستطيع الأهلي الدخول في لعبة الضغط الفني لن يجد مسيروه أفضل من "الانتقالات" الحالية للعمل على ترميم الفريق، وقطع الطريق على عبث الظروف.
والدعم الشرفي بهدايا اللاعبين هذا وقته، وإلا لا حاجة للجماهير بأي شرفي خارج هذا التوقيت، ومن يريد أن يكون منهم رجل المرحلة فساحة "الكرم" مفتوحة!.
وفي خط متوازٍ مع العمل الفني لصناعة الانتصارات وصناعة الضغط على المنافس داخل الملعب، يجب على الجماهير والإعلام القيام بذات الدور خارج الملعب.
فـ"التصدير" المستمر للأزمات الإعلامية والجماهيرية للمعسكر المنافس وفقًا لسير الأمور والأحداث يوميًّا، لا يقل أهمية بأي حال عما سبق بل يفوقه "تأثيرًا".
البرامج وذكاء التصريحات "الإعلامية والرسمية"، يجب أن تكون محسوبة، بل متفق عليها وفق منظومة عمل، وبتنسيق مسبق، وبمعرفة النادي لتوجيه الرأي العام.
اختيار المواضيع والقضايا، التي يفيد تسليط الضوء عليها جماعيًّا مسيرة الفريق لتوجيه المدرج، هو أيضًا أمر في غاية الأهمية لاستغلال قيمة مواقع التواصل.
منظومة العمل وتبادل الأدوار تبدأ باللاعب والشرفي والإداري والإعلامي، وتنتهي بالمدرج، والغاية التعاطي مع الأزمات، وتوجيهها للإبقاء على ثبات الفريق.
يصل هذا العمل ذروته من التناغم ويصبح نافذًا حين يصل للمرحلة التي تتمكن من خلالها هذه المنضومة إلى عزل الفريق، ونقل الضجيج إلى معسكر المنافس، وهو المطب الذي دائمًا ما يقع فيه المدرج الأهلاوي من خلال الاستجابة إلى الأخبار المغلوطة، وافتعال صراعاتهم مع أندية أخرى بعيدًا عن النادي المنافس.
وللمشجع أقول: ستعج البرامج بالاستفزازات وتويتر بتغريدات الأخبار المفبركة، ولسوف يساء لناديك، وكل هذا بعلم وبتخطيط المنافس والتهميش خطة عمل.
تحدثت عن خطين من العمل المجرب داخل الملعب وخارجه، والذي كانت نهايته التتويج في وقت سابق، ولا أعلم هل الأوضاع الأهلاوية تسمح بتكرار ذات العمل.
كل ما أستطيع قوله إن هذا لن يتم بلا تقارب أهلاوي عائلي في هذا التوقيت، شعاره الثقة ونسيان الترسبات القريبة، وردم الهوة الإدارية والإعلامية والجماهيرية.
وحينها فقط نكون قد وضعنا "ورقة العمل" الأهلاوية قيد التنفيذ؛ للتعامل الأمثل مع "تسع" مباريات تعني البطولة، إلا إذا كان التراشق وتصفية الحسابات بطولة.
ليبقى السؤال العريض: هل هناك نية أهلاوية إدارية لدخول اللعبة، أم الاكتفاء بالفرجة بمعزل عن إعلامه وجماهيره وشرفييه، وإن فعلوها فمن يا ترى لها؟
فواتير
لا أعتقد أن حمد الصنيع يقول مثل هذا، وقد عرف عنه الأدب، فما قيل على لسانه كلام ساقط لا يغرد به إلا ساقط، ولا يحذفه إلا تائب عن السقوط.
بلغ حضور مباراة الهلال والاتحاد ٢٦ ألف مشجع من الطرفين والأهلي والباطن ٢٤ ألفًا من طرف واحد، ولا أعلم هل لا تزال شعبيتهم كما هي وبالمزاج؟
الهلال ثابت والبقية متحركون، حقيقة ثابتة لا يمكن لأحد إنكارها، وحتى على مستوى "التحكيم"، سواء أكان محليًّا أو أجنبيًّا؛ فالهلال ثابت لا يتضرر.