يبدو الإعجاب شكلًا من أشكال الحب، لكن الأمر ليس كذلك، أو أنه ليس كذلك على طول الخط.
ـ في الحب أنت لا تختبر الآخَر، لا تضعه موضع تجربة، على العكس، أنت تختبر ذاتك وتضع نفسك موضع التجربة، وتتمنى فيها كسب الرهان، بينما في الإعجاب يحدث العكس، كثيرًا ما يكون الآخَر هو المُثقَل باختبارك له، وهو حين لا يقبل وضع الحِمْل على أكتافه، يخسر، وحين لا يهتم بالنتيجة التي توصلت إليها، تحكم عليه بالسوء، أو تصنّفه عدوًّا!.
ـ بعضنا قال، والأكيد أننا جميعًا سمعنا من يقول بأنّ الاقتراب من مشاهير ونجوم الفن والأدب، ينتهي بخيبات أمل فيهم!. البعض يكتفي بالتعميم، وهناك من يحدّد أسماء ويحكي عن إعجابه بها قبل الالتقاء بها، والنفور منها بعد ذلك؛ نظرًا لردود أفعالها غير المُنتظرة!.
ـ لا أدري، لكنه لم يسبق لي تقريبًا أنْ التقيت بنجم من نجوم الفن والأدب والرياضة والإعلام، ثم خاب رجائي فيه، على الأقل ليس إلى هذا الحد!. ربما من كل عشرين أو ثلاثين أتعثّر بواحد، هذا العدد لا يسمح لي بتطاول وتعميم قياس سلبي، الجميع تقريبًا كانوا رائعين. وللتوضيح، وحتى لا يقول أحد إنني ربما أكون معروفًا لديهم، فإنني أتحدث عن أدباء ونجوم فن لا يمكن لي أنْ أكون معروفًا لديهم، عن أناس صافحتهم، وربما جالستهم قليلًا، كمعجبٍ ممتنّ.
ـ ظنّي أنْ أكبر خطأ يمكننا ارتكابه في مثل هذا الأمر، هو عدم التشكك في نرجسيّتنا وغرورنا نحن؛ الأمر الذي ينتهي بنا إلى رميهم بالغرور، واتهامهم بالنرجسية!. فمن أنا حتى أضع أحدهم موضع اختبار أصلًا؟!، وهل يكفي إعجابي به، ثمنًا وضريبة، تلزمه بقبول الدخول في اختباراتي الوجدانية، ثم بضرورة انتظاره لنتائجها، وقلقه من الحصول على درجة متدنيّة في الشهادة الموقّعة له باسمي؟!.
ـ الفضل لله ثم لمن أُحب في محبتي له، وكذلك في إعجابي به. لا أظن أنه من النبل ولا من المروءة، وهو ليس من الفهم السليم أصلًا، أن أقلب المعادلة، وأن أعتبر محبتي وإعجابي وتقديري جميلًا مني عليه، يُلزِمه الدخول في صندوق اختباراتي، والتقرفص ليتناسب حجمه ومقاسات الصندوق!.
ـ لا أحد يكره السلام والتحية وابتسامة التقدير وكلمات الإعجاب، أمّا أنْ أكون "حِشريًّا" وأريد من الآخر أن يكون طوْع أمري، يرد على كل أسئلتي، ويفرّغ وقته معتذرًا عن كل مواعيده احتفاءً بصدفة لقائي به، فهذا غرور فعلًا ونرجسية دون شك. غروري ونرجسيّتي وليس العكس!.
ـ أكاد لا أستثني، غير نوعيّة عجيبة من نجوم السوشال ميديا اليوم!، أولئك الذين نُقِرّ لهم بالنجوميّة والشهرة والانتشار، لكننا وما إن نفكّر في الأمر حتى نكتشف أننا لا نعرف لماذا هم مشاهير، وعلى أي أساس صاروا نجومًا!. ليس لهم عمل فني حتى لو كان ضعيفًا، ولا كتاب حتى لو كان سيّئًا، ولا إنجاز رياضي أو غير رياضي حتى لو كان متواضعًا!، ويا كثرهم!. هؤلاء نعم، يتوجّب عليهم الانصياع لكل رغباتنا، فهم مجرّد زِينَة، ومن حقّنا وضعهم على الطاولة وقت نشاء، وكيفما نشاء!.