|


مسلي آل معمر
انتقدوا تركي آل الشيخ
2018-01-12

راق سؤال تيسير الجاسم الذي وجهه لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، خلال لقائه بالإعلام، أقول راق لكثير من المتابعين، وذلك حينما أشار إلى أنه لا يرى في الإعلام إلا مدحًا للرئيس ولا يرى نقدًا، وهو هنا كأنه يلوم الإعلام الذي يراه متخليًا عن واجبه تجاه نقد عمل المسؤول ـ كما يرى تيسير ـ، كانت إشارة جميلة من تيسير والرد كان أجمل من تركي آل الشيخ، الذي طالب الإعلام بنقد عمله، وذلك يأتي امتدادًا لرده على تغريدات الزميل أحمد عدنان، عندما قال: "أول مرة أقرأ نقدًا مفيدًا منذ 3 أشهر"، وهذا الرد أراه جميلاً ومؤلمًا في الوقت نفسه، فالجميل هو أن المسؤول كان سعيدًا بالنقد، والمؤلم أنه أسقط على الإعلام بالتقصير في تقديم واجبه النقدي.

 

ولكي نبعد تهمة القصور عن الإعلام، فإنني هنا سأقدم قراءتي للمشهد النقدي في الإعلام الرياضي خلال الأشهر القليلة الماضية، وهي ببساطة تقول: كان هناك شبه انفلات إعلامي، يسوده السب والشتم والتعصب، وفجأة ودون مقدمات تمت السيطرة على الوضع، وقيض الله لبعض الإعلاميين "الهداية"؛ لكي يعتذروا عما كتبوه أو قالوه سابقًا، وهنا أصبح الجميع حذرًا، خصوصًا أن هناك بعض الزملاء يدعون أنهم "اهتدوا" للاعتذار وهم لم يرتكبوا أي مخالفة تستحق، أي أن معايير أو تقييم المخالفات لم يكن دقيقًا ـ حسب زعمهم ـ، فاستوى المتعصب مع الناقد، ومن هنا بدأت القصة.

 

جميل جدًّا أن نتغلب على الطرح المتعصب، والسب والشتم والقذف والفجور في الخصومة، لكن لكي لا تنقلب المفاهيم ويتحول "الشتامون" إلى مطبلين، بينما يهجر النقاد الحقيقيون الصادقون المجال ويتركونه لغيرهم، يجب أن يكون القضاء ولجان المخالفات الإعلامية هي الفيصل في تحديد المخالفات، وهي الفارق بين الناقد الصادق للعمل والمتجاوز المسيء، نريد لجنة قضائية إما في وزراة الإعلام، أو في القضاء العام يتم اللجوء إليها من قبل المتضررين للفصل في التجاوزات والمخالفات، وهناك يأخذ كل ذي حق حقه، أما إذا كان المسؤول أو صاحب النفوذ هو الخصم والحكم، فمن الطبيعي أن يكون النقد غائبًا أو مشوهًا، بل أراهن بأن العملة الرديئة ستطرد العملة الجيدة، وكما سبق أن قلت سيتحول الشاتم إلى مطبل، فيما سيهجر النقاد مسؤوليتهم النقدية ليملأ المطبلون الفراغ الذي تركوه.

 

والد السعوديين والعرب وقائدهم سلمان بن عبدالعزيز يقول: رحم الله من أهدى إلى عيوبي، في دعوة صريحة وصادقة لتوجيه النقد لعمل المسؤول، كما أن عراب الرؤية وملهم الشباب السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قال في حوار عفوي مع أحد الإعلاميين على هامش الإعلان عن مشروع نيوم: "نبيك تنتقد لنا المشروع"، وعلى خطى القائدين، دعا رجل الرياضة الأول تركي آل الشيخ في أكثر من حديث إلى توجيه النقد، وهذا التوجه هو من أبسط المبادئ التي يجب ترسيخها لتتحقق رؤية 2030، فالمشروع اسمه "رؤية"، والرؤى ينبغي أن تتباين، وتختلف من شخص إلى آخر، وتدرس وتقيم ثم تتحول إلى واقع جميل.

 

في النهاية.. المملكة العربية السعودية دولة قانون، وفيها من الأنظمة واللوائح والقوانين ما يحفظ لكل شخص حقه، سواء في الإعلام أو الرياضة أو التجارة أو أي مجال آخر، ومتى ما كان القانون هو الفيصل في أي مجال، فبالتأكيد أنه سينمو وسيؤسس على أسس سليمة، وفي هذا الخصوص، أي النقد الرياضي، ننتظر دورًا فعالاً لاتحاد الإعلام الرياضي الذي تم تشكيله مؤخرًا، ولوزارة الإعلام؛ من أجل تأسيس اللجان القضائية المتخصصة في النظر في المخالفات الإعلامية، وإذا ما تحقق ذلك علينا أن نشكر تيسير الجاسم الذي قال لنا بطريقة أو أخرى: انتقدوا تركي آل الشيخ!.