اختتمت في الكويت مساء الجمعة منافسات "بل فعاليات" النسخة الثالثة والعشرين من دورة كأس الخليج..
ـ عندما أقول "فعاليات" إنما هي بالفعل كذلك، وليست مجرد مباريات في كرة القدم..
ـ اللقب ذهب لمنتخب عمان، وهو لقب مستحق عطفًا على أدائه في الدورة بشكل عام أو في المباراة النهائية بشكل خاص، وسبق أن كتبت في هذه المساحة قبل لقاء السعودية وعمان، مقالة تحت عنوان "احذروا العماني"..
ـ في تلك المقالة قلت إن المنتخب العماني هو الأفضل على الصعيد الفني، ويتطور من مباراة لأخرى، وهو ما حدث بالفعل حتى فاز باللقب..
ـ أعود للدورة بعيدًا عن نتائج مباريات كرة القدم، وأقول إن دورة الخليج "بنسخها المتعاقبة"، عودتنا على أنها "ملتقى" خليجي أكبر بكثير من فوز بلقب أو خسارة له..
ـ الخليجيون ينتظرون بشغف "على مدار 47 عامًا" هذه الدورة؛ لأنها تلم شملهم وتجمعهم في دولة من دولهم، على اعتبار أن "كل" دول الخليج هي موطن لكل خليجي..
ـ كثير من الخليجيين يتركون بيوتهم ويسافرون لحضور الدورة في الدولة المستضيفة، ليس فقط من أجل الاستمتاع بمتابعة المباريات، بل أيضًا من أجل أن يلتقي ببقية الخليجيين ويعيشون أيامًا سعيدة..
ـ من لا تسمح ظروفهم بالسفر لحضور الدورة، يعيشون أيامها بشكل خاص ومتميز، إذ تصبح الدورة جزءًا من البرنامج اليومي لكل بيت خليجي..
ـ هذه هي حقيقة دورة كأس الخليج، بل إن هذه هي أسباب استمرارها وتوهجها وتمسك الخليجيين بها..
ـ في "أصعب" الظروف يصر الخليجيون على إقامة الدورة لإيمانهم بأهمية استمرارها، ولعل إقامة "خليجي 23" تأكيد على هذه الرؤية..
ـ لكن علينا أن نواجه أنفسنا ونكون شفافين ونحن نتحدث عن هذه الدورة التي أكرر أنها باتت جزءًا من حياتنا وتاريخنا..
ـ يجب "من أجل استمرارها وبنجاح" أن نقف ونقيم كل نسخة سعيًا لمضاعفة "الإيجابيات" ومعالجة "السلبيات"..
ـ بعيدًا عن الحادث "العرضي" الذي أعقب المباراة النهائية؛ فإنني "شخصيًّا" أرى أن من أبرز "سلبيات" الدورة، عدم التوفيق في تحديد موعد "ثابت" لإقامتها، وهذا يؤثر على "قيمتها" حتى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم..
ـ الحادث المؤلم يعد درسًا علينا أن نستفيد منه من ناحيتين: الأولى الابتعاد عن المبالغة في "فخامة" الملاعب، خصوصًا على صعيد استخدام حواجز زجاجية "خطرها" أكثر من جمالها..
ـ أما الناحية الثانية، فضرورة "توعية" الجماهير بالابتعاد عن المبالغة في الفرح التي تصل بهم للتدافع غير محمود العواقب..
ـ أيضًا من أبرز سلبيات تنظيم دورات كأس الخليج، أننا "أحيانًا" نسعى لإقامتها فقط من أجل "الإقامة" دون "الاهتمام" بدراسة ظروف النجاح من عدمها..
ـ إقامة "خليجي 23" تؤكد صحة ما أذهب إليه.. صحيح أن علينا أن نقدم الشكر الجزيل للأشقاء في الكويت على جهودهم التي بذلوها من أجل "إقامة" الدورة ومن ثم نجاحها..
ـ الدورة "أقيمت" لكنها بصراحة لم تحقق "النجاح" المأمول، ولم تحظ برضا واهتمام الخليجيين كما يحدث في كل نسخة، والأمر لا علاقة له بالكويت والكويتيين بقدر ما يتعلق "بإصرار" على إقامتها، مع أن تأجيلها كان يضمن نجاحًا أكبر..
ـ من أجل أن تكون النسخ المقبلة من دورة كأس الخليج "أكثر جمالاً"، علينا مضاعفة "الإيجابيات" وتقليص "السلبيات"..
ـ خليجنا واحد.. وشعبنا واحد.. .الله أكبر يا خليج ضمنا..