صادقت بطولة "خليجي 23" الحالية على الرأي السائد المتعارف عليه بخصوص فقرها الفني، وعدم الجدوى من وراء المشاركة فيها بشكل عام، ورغم تعدد الأسباب إلا أن السبب الأقوى نظام البطولة وتقسيمها لمجموعتين، بعد أن كان يقوم على نظام الدوري سابقًا الذي كان فيه إثارة أكثر ومتعة وتشويق وغزارة أهداف!
ولعل الشكل الغالب على بعض الفرق هو استخدام الأساليب الدفاعية واعتمادها كأسلوب لعب، مع الارتداد الهجومي السريع، ولعلي أدلل بالمنتخب العماني الذي اعتمد أسلوب الدفاع مع الهجمات المرتدة السريعة، "وهذه الطريقة" التي اعتمدها المدرب الهولندي "بيم فيربيك" الذي فجأة تحول لبطل قومي أشوس بنظر الجميع، بعدما كان أقل من عادي، والعمانيون متخوفون من نتائجهم معه، تحصلت من خلالها "اليونان" بشكل مفاجئ على لقب كأس أمم أوروبا 2004 التي أقيمت في البرتغال!
منتخب عمان فريق يلعب بتنظيم دفاعي وخططي محكم، تساعده بذلك سرعة لاعبيه ولياقتهم البدنية العالية!
أما الإمارات بحكم الفكر التدريبي وقبله الهوية "الإيطالية" لمدربه الطلياني "زاكيروني"، الرجل الذي أثر بشكل إيجابي جدًّا بالأبيض الإماراتي، بجرأته وإدخال وجوه شابة لأول مرة تنضم للمنتخب وإعطائهم الفرصة بطريقة إدارته للمباريات واحتوائه اللاعبين، بالذات مباراة العراق واعتماده طريقة لعب "الكاتيناتشو" الإيطالية، المرتكزة على الدفاع "الصرامة الدفاعية" والالتزام الخططي للاعبين!
وإن كان للتوقع من مجال في المباريات الماضية؛ فهو الآن صعب نوعًا ما، وإن كنت أرى في منتخب عمان الحظ الأكبر بناء على رتم أدائها المتصاعد مباراة عن سابقتها، وللعوامل التي ذكرتها أعلاه عكس الإمارات المنتخب الذي صعد للنهائي بفوز وحيد وهدف "يتيم"، وتعادلين وركلات ترجيح!
وإن كان التاريخ يقف مع "عيال زايد"، سواء بعدد مرات الفوز أو بالكم التهديفي على منتخب عمان، لكن حاليًا بالميدان أعتقد أن الكفتين تكادان تكونان متساويتين!
أتمنى أن نرى "ديربي" خليجيًّا كبيرًا في كل شيء، ويعوضنا فنيًّا عن المباريات الفقيرة الماضية، وأن يتحرر مدربا الفريقين من خططهما الدفاعية نوعًا ما، والتي أخفت معها الجانب الهجومي "التهديفي" في البطولة، والتي لم تبرز لنا حتى الآن معها هدافًا حقيقيًّا بشكل لافت وملحوظ!
وربما كان قدر نسخة 23 من كأس الخليج الحالية، أنها أتت في ظروف "استثنائية" ربما فنيًّا و "غيره" غير مواتية رغم النجاح التنظيمي لدولة الكويت الذي نجحت فيه، باستضافة هذا الحدث من بعد إيقافها من قبل الـ"فيفا"، وإن خسرت حظوظها بالمنافسة على اللقب، رغم أنها زعيمة الألقاب الخليجية حاليًا!
وكذلك بالنسبة "للنوايا" المتعددة والأهداف من وراء مشاركة الفرق جميعها، ما بين جاهزة وغير مكتملة، وما بين فرق تشارك من قلب وتهدف للقب، ومن يشارك مجاملة "بدون نفس" لتركيزه بميدان أكبر وأهم، لكن يبقى العنوان العريض لهذه النسخة "بالذات"، هو الفقر الفني والأساليب الدفاعية وشح الأهداف و"بعض" المفاجآت على أساس قرب المستويات بين أغلبية الفرق!
"نسبيًّا" أقوى الفرق خليجيًّا "المنتخب العراقي"، الذي لعب كرة هجومية جميلة ولكنه خسر المنافسة على اللقب وودع بالدور نصف النهائي "بطلوع الروح" بركلات الترجيح أمام الإمارات!
شكرًا للكويت على التنظيم والاستقبال والحفاوة، وبالتوفيق للمنتخبين "الأبيض" و"الأحمر" في النهائي الخليجي المثير اليوم.. ألقاكم.