|


مسلي آل معمر
يرحلون.. والنصر باق (١)
2018-01-05

سأقيس على الهلال في هذا المقال والذي يليه لعدة أسباب، أهمها: أنه المنافس التقليدي للنصر، ثم لأنه تقريبًا النادي المستمر في تحقيق البطولات رغم تغير الإدارات، أي أنه ناد مستقر على مستوى الإدارة والمنجز بغض النظر عمن يديره. 

 

السؤال المهم: لماذا الهلال مستمر في تحقيق البطولات، بينما النصر يحضر موسمًا أو موسمين ثم يغيب أعوامًا؟ كلا الناديين جماهيري، ومن نفس المدينة، ومن يدير الدفة فيهما أبناء عمومة، جاؤوا من ثقافة واحدة وخلفية تعليمية واحدة، كذلك يحظى الناديان بدعم شرفي، بل أقول إن داعمي النصر قادرون على تقديم أكثر مما يقدمه داعمو الهلال، لكن لماذا فعلاً يغيب النصر ويحضر الهلال؟ 

 

ما لاحظته أن الهلاليين ينظرون للكيان على أنه مظلة للجميع، يستظلون بها وتصغر الأسماء أمام اسمها، يختارون الرئيس "الأنسب"، ويضعون هدفه تحقيق البطولات، يدعمونه متى كان سائرًا في تحقيق الأهداف، وحينما يتعثر يطلبون منه الاستقالة ويعينون البديل، لا "يرمزون" أحدًا، ولا يمنحونه أكثر مما يستحق، هل رأينا هلاليًّا "يرمز" سعود بن تركي أو محمد بن فيصل أو عبدالرحمن بن مساعد ـ مع حفظ الألقاب ـ، مع أن كلاًّ منهم حقق ٦ بطولات على الأقل في فترات وجيزة؟ هل رأينا هلاليًّا يطالب بعودة أيٍّ منهم؟ جميعهم دعموا الكيان بملايين الريالات وحققوا البطولات، وحافظوا على تقديرهم في مدرج الهلال، لكننا لم نر أحدهم يبقى عقدة أبدية وكأن الأزرق لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا به. 

 

في هذا المقال سأستمر في عرض الحالة الهلالية؛ لأن الحال النصراوي يحتاج إلى مقال آخر أستعرض فيه، كيف يتعامل "العالميون" مع أوضاعهم، فحتى على مستوى اللاعبين، جميعنا نتذكر كيف اعتزل سامي الجابر، وكيف اعتزل محمد الدعيع، وهل كان الأمر اختياريًّا لهما، أم لم يكن كذلك، بينما شاهدنا حسين عبدالغني يستمر لاعبًا في النصر حتى سن الـ٤٢، وكأن الفريق سيهبط إلى الأولى لو تركه الولد الشقي! 

 

كذلك ظل العالمي أسيرًا في التسعينيات لعودة ماجد، رغم إصاباته المزمنة واقترابه من سن الأربعين، أمثلة كثيرة، ينبغي للنصراويين أن يتوقفوا عندها إذا أرادوا نهوضًا لفارس نجد لا يعقبه كبوات طويلة. 

 

في السنوات القادمة هل ستختلف المعايير؟

 

الثلاثاء سيكون المقال عن حال النصر.. ألقاكم..