عوداً حميداً للكرة الكويتية مجدداً بعد قرار "فيفا" رفع الحظر عنها، والذي استمر 26 شهراً تقريباً وتجميد نشاطها الخارجي، بعد مزاعم التدخل الحكومي "تدخل السلطات السياسية" بشؤون اللعبة، وعدم تماشي القوانين الوطنية مع الميثاق الأولمبي الدولي.
تهانينا للحكومة الكويتية وعلى رأسها أمير البلاد الوالد الشيخ صباح الأحمد الصباح "حكيم الخليج" وللشعب الكويتي الشقيق الذي انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ولمحبي الكرة الكويتية و"الأزيرق" تحديداً.
أكثر من عامين عانت الكرة الكويتية من ظلم وقهر وإجحاف ومآسٍ كبيرة تراكمية، من وراء ضياع سنتين من عمر شبابها وأحلامهم وأمنياتهم المستقبلية، فهذا الإيقاف الجبري حرم الكويت من مشاركة منتخبها بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، كما حرمها من المشاركة بكأس آسيا المقبل في الإمارات 2019، وجمد مشاركة فريقي القادسية والكويت آسيوياً.
ومن المفيد أن نذكر أن الإيقاف الذي تعرضت له الكويت في شهر أكتوبر 2015 لم يكن الأول من نوعه وربما لن يكون الأخير، وإن كنا نتمنى بأن يكون آخر عهد للكرة الكويتية مع عقوبات "فيفا" وإيقافها لنشاطاته، فقد تعرضت الكويت للإيقاف بـ2007 بسبب تدخل الحكومة بكرة القدم، وإن لم يستمر ذلك طويلا، وفي 2008 إيقاف آخر، وأعيدت الكرة 2015 بسبب قانون الرياضة الجديد في البلاد.
الجميل أن الكويتيين أدركوا مؤخراً الطريق لإعادة الوهج والحياة لكرتهم ورفع الحظر عنها بتعديل قانون كرة القدم في بلادهم ليحظوا برضا "فيفا" من جديد.
عودة الكرة الكويتية للمشهد الرياضي عودة للروح والتحدي والإثارة للساحة الخليجية والعربية والآسيوية والدولية! بالذات على مستوى الخليج فالكرة الكويتية نكهة كرة القدم الخليجية ولها الزعامة عليها وهي التي تجمعها بها كيمياء خاصة جدا.
وبهذا الإطار أتمنى سماع أخبار مبهجة وجديدة فيما يخص نقل بطولة خليجي23 من الدوحة للكويت، فهذا الأمر من أبسط حقوقها وحلم كل كويتي مشجعا ومسؤولا، ومثل هذه الاستضافة إن تمت ستعيد الحياة والوهج والروح للكويت رياضة وشعباً.
أهل الكويت هم أهلنا ويستحقون والسعودية دأبت على الوقوف مع أشقائها بكل مكان وجهود الوساطة السعودية مع الحراك الحكومي الكويتي أثمرت عن عودة الكرة هناك لوضعها الطبيعي وننتظر جميعا عودتها لمكانتها وتأثيرها إقليمياً وآسيوياً وأن تعود من جديد لمنصات التتويج.
نصيحتي للإخوة في الكويت ألا يستعجلوا هذه العودة والتي من البديهي أنها ستأتي تدريجية شيئا فشيئا، وتحتاج لمجهود والتفاف وبناء وإستراتيجيات لكي تستعيد توازنها الفني وجاهزيتها المعنوية والعملية!
"مشتاقين" لمنافسات أطرافها "سعودي كويتي" فهي ملح البطولات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات إقليميا وقاريا!
يقال "ربع تعاونوا ما ذلوا" وانطبق على الجهود الحثيثة لأهالي الكويت الشرفاء ومجهودات نواب مجلس الأمة وإقرارهم للقانون الجديد الذي كان عاملاً مؤثراً وقوياً لرفع الإيقاف وبالذات رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ومساعي رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ وهي عودة مبهجة لنا لما تحظى به الكويت وأميرها وشعبها من مكانة عظيمة بنفوسنا جميعا، وبحول الله تعود أقوى مما كانت عليه، ولكن بعد عودة المياه لمجاريها مع "فيفا" هل يتغير مسار "خليجي 23" من الدوحة.. للكويت؟ وإن تغير فهل تتغير أطراف المشاركة أقصد موقف الدول الثلاث التي انسحبت من البطولة أم سيبقى مكانه؟!.