فاز البرتغالي كريستيانو رونالدو "البارحة الأولى" بالكرة الذهبية 2017، للمرة الخامسة في تاريخه "آخر 5 أعوام، فاز بها 4 مرات)، وقبلها بشهرين فاز بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كأحسن لاعب في العالم، وقبلها بقليل فاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، وحقق في تسعة أشهر مضت مع بهجة أوروبا، وسحرها، وقلبها النابض بالفرح، الفريق "الملكي" ريال مدريد، كأس دوري أبطال أوروبا، وكأس الدوري الإسباني "لأول مرة منذ عام 2012"، وكأس السوبر الإسباني، وكأس السوبر الأوروبي، وانتزع لقب هداف دوري الأبطال بـ 12 هدفاً "ثمانية أهداف منها كانت في مباريات مهمة وحاسمة"، وصار الهداف التاريخي لبطولة دوري أبطال أوروبا بـ 114 هدفًا "أضاف إليها 7 أهداف لاحقًا"، والهداف التاريخي للدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى "إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، إنجلترا، فرنسا" بـ368 هدفًا "زاد عليها تاليًا قائمة طويلة من الأهداف الجديدة"، وهو الهداف التاريخي للؤلؤة إسبانيا ريال مدريد.. كما أنه كان سببًا مباشرًا في تأهل منتخب البرتغال إلى كأس العالم 2018 "سجل وحده 15 هدفًا"، وهو الهداف التاريخي له، وقبل ذلك كله فازت بلاده "به ومعه" بأول بطولة في تاريخها "كأس أمم أوروبا 2016".
هذا اللاعب المصنوع من "رغبة شديدة في الفوز"، والذي قال له المتوج بلقب "لاعب القرن" وأحد عباقرتها الكرام، البرازيلي بيليه "كنت أود أن تتاح لي فرصة اللعب بجوارك"، يواجه نقدًا شرسًا، ويُجرح كل يوم بـ"سكين رأي" حادة!
الذهب المرصوص في أعلى هذه الكتابة، والألقاب المُدرجة بين كلماتها، ليس، وليست تاريخ رونالدو كله، كنت أسرد فقط ما أنجزه هذا الفتى اللامع، الناصع موهبة وأداءً، في عام ونصف العام فقط.. حقق كل هذا الفوز وهو في الطريق بين الثانية والثالثة والثلاثين من حياته.. يطعن في السن، لكنه مستمر في طعن المرمى بالأهداف.. يتقدم في العمر، لكنه أيضًاً يتقدم الكل حين يكون الجميع ذاهبين إلى التتويج بلقب ما.. ومع ذلك هناك من يغضبهم من المدريديين أنفسهم أن يتوقف "صاروخ ماديرا" عن التسجيل، ويحملونه مسؤولية فقد النقاط.
ولهذا تولى اللاعب المبهر زين الدين زيدان "مدرب ريـال مدريد" الدفاع عنه، وقال في تجمع صحفي: "أعتقد أن كريستيانو رونالدو يستحق احتراماً أكبر، لأنه لاعب عظيم، وعندما لا تسير الأمور معه بشكل جيد الجميع يتحدث عنه.. النادي والجماهير التي تحب رونالدو تدرك ما يفعله، الموسم الماضي قدم أداءً استثنائياً، نحن في منتصف الموسم، وما زال أمامنا ستة أشهر متبقية على نهايته، ستة أشهر وقت طويل للغاية لرونالدو".
تخيلوا أن هذا الغضب الذي تُدفق مياهه الساخنة على رونالدو، ويضطر الساحر زيدان إلى النفخ عليها لتبرد، يأتي في الوقت الذي يقدم فيه "الدون" البرتغالي مستويات عالية في بطولة دوري الأبطال، متصدرًا قائمة هدافيها بثمانية أهداف في خمس مباريات، وفي طريقه ليصبح هداف البطولة للعام السادس على التوالي!.
هنا، في السعودية، لاعبون لا يصنعون لفرقهم شيئًا، لا يسجلون أهدافًا، ولا يساعدون في تسجيلها، بل إنهم متورطون "رسميًا" في إهدار النقاط، بالأداء البارد، الباهت، وبالروح الفقيرة من رغبتها في الفوز، وبارتكاب الأخطاء القاتلة، والاستعراض الكروي المزعج لمن يبتغون إلى الألقاب سبيلاً، وبالابتسامات التي يوزعونها في الملعب كلما أضاعوا هدفًا، أو أشهرت في وجوههم بطاقة ملونة.. وحين يُصب عليهم "حميم" من الانتقاد، أو يجرحون بـ"سكين الرأي" الحادة، كالتي تَغرسُ رأسها الآن في قلب أسطورة كرة القدم في العالم، كريستيانو رونالدو، يتذمرون، و"يزعلون"، بل يريدون على ذلك بأنهم "يستغربون" كيف يقال لهم وعنهم كلام قاسٍ، لوصف أدائهم السيئ، أو لشرح وتشريح أرواحهم المُفرغة من الإحساس بالمسؤولية، ومن "الحماس" للقيام بعمل يستحق أن يُحمل رجاله "على الأكتاف" داخل الملعب، و"في القلب" خارجه؟!.
نعم "يزعلون"، ويؤكدون أن ما يقال عنهم ليس إلا مؤامرة للقضاء عليهم، ومحاولة بائسة للصعود فوق أكتافهم!.. يصرحون بذلك علنًا لوسائل الإعلام، ومن يستحي منهم يقوله لأصدقائه، ويبثه في دوائره الصغيرة والكبيرة، بثقة "تميت القلب من شدة الضحك"!
ألا يخجل هؤلاء وهم يشاهدون أفضل لاعب في العالم، يصلب يوميًا فوق منصة الإعلام (بعض الإعلام والإعلاميين) ويُرجم بالكلمات ما ظهر منها وما بطن، على الرغم من كل المجد الذي صنعه وسيصنعه، فيما عضلاته تضعف، وساقاه تثقلان، وأيامه الكروية تذهب إلى زوالها، بينما هم في أوج الشباب وكلما صرخ في وجوههم خبير، أو محب "العبوا صح، أو ارحلوا"، قالوا له "لا تنبح".
رونالدو "مثلًا" كلما أزعجوه بالكلمات، أسكتهم بالفوز يقدم أداءً رفيعًا ويتقدم.. أنتم "مثلًا" كلما أزعجوكم بالكلمات، أسكتوهم بالفوز، قدموا أداءً رفيعًا وتقدموا.. هل هذا طلب صعب؟!
شيء أخير: قبل أن تتهموا أحدًا بأنه يريد الصعود على أكتافكم، أرونا هذه الأكتاف أولًا.. لنصدقكم!
هل تعلمون أين يمكن مشاهدة أكتاف اي لاعب؟!.. فوق ظهر المنصة، وهو يحمل كأس البطولة.