|


مسلي آل معمر
اتفاق جديد
2017-12-12

 

 

 

كنت أنتظر خطوة تكليف الوطني الشاب سعد الشهري بالإشراف على فريق الاتفاق الأول؛ فالواضح أن فارس الدهناء كان بلا شكل ولا هوية منذ الجولات الأولى من الدوري، أتفهم حينما يؤدي الفريق ولا يفوز، حيث قد نقول إنها مسألة توفيق، لكن ما لا أتفهمه، هو أن يكون الفريق ـ أي فريق ـ بلا هوية ولا مستوى ولا نتيجة، وهنا لا يمكن تشخيص الوضع، إلا بضعف العمل الفني لدى المدرب. 

 

الاتفاق لديه أسماء محلية أكثر من جيدة، لكن ترتيبه ونتائجه لا تعكسان ذلك، وأعلم أن هناك من يعلق الفشل على شماعة الأجانب، لكن لي وجهة نظر تختلف قليلاً؛ فالأجانب في الفريق مناسبون لميزانية التعاقد معهم، فلا يمكن بل من الصعب أن تتعاقد مع لاعب أجنبي بـ ٣٠٠ ألف دولار، وتنتظر منه أن يكون أفضل من اللاعب السعودي ويصنع الفارق، هناك حالات لكنها استثنائية ونادرة، وإذا وفق أي فريق في لاعب أجنبي بهذه الميزانية، فإن الأسماء الخمسة المتبقية تكون على المنوال نفسه؛ لذا أعتقد أن المسؤول الذي يدير الأمور بذكاء، سيكون تركيزه على خانتي المهاجم وصانع الألعاب، أما قلب الدفاع والمحور، فإن بالإمكان التعاقد مع ثنائي جيد بمبالغ معقولة، وهنا يتم الاكتفاء بأربعة لاعبين أجانب فقط.  

 

شخصيًّا أظن أنه لو تم تغيير اللاعبين الأجانب في الاتفاق، فإن القادمين لن يختلفوا عمن سبقوهم، طبعًا عدا المهاجم الأرجنتيني ساليناس، والذي لا جدوى من بقائه بأي حال من الأحوال؛ لذا من الصعب أن يبني القائمون على الفريق آمالهم على العنصر الأجنبي، فالمهمة ليست بالسهلة، وكل الفرق تعاني في هذا الجانب.

 

أعود إلى سعد الشهري، وأقول إنه من المؤسف أن نجد المدربين العرب يحتكرون دوري الأولى، وأغلبهم بلا تأهيل ولا تجربة ولا نجاح، بينما لا يجد السعودي الفرصة التي يجدها غيره من الأجانب، المسألة بسيطة يا إخوان.. دعونا نستعرض السيرة الذاتية لسعد الشهري ـ على سبيل المثال ـ ونقارنها بالسيرة الذاتية للمدرب الصربي الذي سبقه، أو أي مدرب عربي آخر في الدوري.. أعتقد أن الفرق سيكون واضحًا.

 

في هذه المرحلة أرى أن سعد يحتاج إلى مساعدين ذوي خبرات مميزة في اللياقة والجوانب الفنية؛ فالمدير الفني الذكي هو من يعرف اختيار المساعدين الذين يدعمونه لتحقيق النجاح، فالمساعد بالنسبة للمدير الفني الناجح هو مساعد ومستشار.. أما المدير الفني الذي لا يثق في قدراته، فلا يراه إلا أداة بلا إمكانيات، ينقل له ما يدور بين اللاعبين ويأمن جانبه من الانقلاب الأبيض!