ـ لم تأت فكرة اختيار "السعودية" على مستوى منتخبها الوطني الكروي في مراسيم حفل افتتاح كأس الخليج التي ستقام بالكويت، بعد عشرة أيّام تقريبًا اعتباطًا أو من فراغ أو "مجاملة" تقديرًا لمكانتها الكروية خليجيًّا وقاريًّا، والتاريخ الثري بالإنجازات الإقليمية والدولية، إنما لا بد من وجود أسباب جوهرية لا يمكن تجاهلها، فرض على الدولة المستضيفة "الكويت" هذا الاختيار "المخصوص" بعناية فائقة ونية "متعمدة" لغاية "مقصودة"، بأن يكون الأخضر ولا غير الأخضر هو الذي يشارك الأزرق مباراة الافتتاح.
ـ إن المتلقي الفطن ـ وغير الفطن ـ أظنه أدرك أبعاد هذا الاختيار منذ الوهلة الأولى لنشر الخبر في تويتر، وبثه في بقية وسائل الإعلام، وإعلان ذلك من خلال رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، فمن ساهمت وكانت لها جهود مضنية وواضحة في عودة الرياضة الكويتية بعد إيقافها من الـ"فيفا" هي "السعودية"، ومن حولت مسار مكان إقامة بطولة كأس الخليج من قطر إلى الكويت هي أيضًا "السعودية" ولا غير السعودية، ومن أعلنت على الملأ موقفها الصريح والشجاع بوضع حد فاصل ونهائي لمن عبثوا فسادًا وكانت لهم أيادٍ ملطخة بـ"الخيانة" عبر دعمها قرارات تضررت منها الرياضة الكويتية وذكرتهم بالاسم هي "السعودية" بمنتهى الشفافية، كشفتهم وعرتهم ممثلة في قائد الحركة الرياضية تركي آل الشيخ، حينما ظهر متحديًا في مؤتمر صحفي، كاشفًا "المستخبي" والرأس المدبرة "الابن العاق" لوطنه الذي كان خلف كل ما واجهته رياضة الكويت من عقوبات ظالمة على مدى سنتين ونصف.
ـ حتى بعدما تم موافقة الـ"فيفا" بعودة الرياضة الكويتية، من الدولة التي واجهت في اليوم نفسه حملة "تشكيك" قامت بها شلة أصوات نشاز "مأجورة" جاحدة مواقف وجحود هذه الدولة في سبيل رفع الإيقاف الظالم، إنها أيضًا السعودية التي لم تسلم من افتراءات الغوغائيين عبر منابر إعلامية كويتية للأسف الشديد.
ـ أمام كل هذه المواقف "الصادقة" التي قامت بها المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة وأعلى المستويات، كان لا بد في مقابلها أن يكون للقيادة الكويتية موقف "مشرف"، يؤكد أولاً متانة وعمق العلاقة الأخوية المتينة التي تربط البلدين، وثانيًا إعطاء صاحب الفضل الأول في دعم الجهود الكويتية لعودة رياضتها حقه من التقدير والتكريم، وثالثًا تعزيز هذه المواقف "الصادقة" تجاه كل من يحاول المساس بها أو التقليل والنيل منها، فكان اختيار السعودية في حفل ومباراة الافتتاح بمثابة هدية متواضعة من أشقائنا في دولة الكويت؛ ردًّا وعرفانًا بالجميل. وهو موقف ليس بغريب على القيادة الكويتية وشعبها؛ فـ"الوفاء" سمة من السمات المعروفة عن هذا البلد الغالي في قلوب كل السعوديين، نسأل الله أن يديم المحبة بيننا ولا عزاء للحاسدين الحاقدين.