|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





مساعد العبدلي
الفن الثامن
2017-12-20

 

 

 يقترب السعوديون من الاستمتاع بالفن السابع "السينما"، حيث سيبدأ منح تراخيص دور السينما مطلع العام الميلادي الجديد 2018..

 

ـ يقرأ الكثيرون أو يسمعون "وربما يرددون" مصطلح "الفن السابع"، ولا أعلم مدى إدراكهم معنى هذا المصطلح، أو لماذا تم إطلاقه على السينما؟.

 

ـ عدد من الفلاسفة من بينهم موريس نيدنونسيل وشيلينغ أطلقوا مصطلح "الفنون" على كثير من النشاطات "6 أنشطة"، وهذه النشاطات هي النحت والرسم والتلوين والموسيقى والرقص والأدب والشعر، وهذان الأخيران يعتبران فنًّا واحدًا..

 

ـ ومع التطور الزمني ظهرت "السينما"، وهنا ظهر مصطلح الفن "السابع"، وتم إطلاقه على السينما..

 

ـ بل إن الفيلسوف الفرنسي "إتيان سوريو"، أطلق لوحته الشهيرة التي ضمت الفنون السبعة ـ بما فيها السينما ـ وقال إن لكل فن من هذه الفنون وجهين "تصويريًّا" و "تجريديًّا"..

 

ـ واختلف كثيرون حول أسباب اختيار مصطلح الفن "السابع" على السينما، حيث إن هناك روايتين..

 

ـ الأولى تقول إن المصطلح أطلق بسبب التعاقب التاريخي، وأن السينما كفن جاءت سابعًا بعد فنون الرسم والشعر وبقية الفنون..

 

ـ أما الرواية الثانية ـ وهي الأقرب والأكثر إقناعًا ـ فتقول إن المصطلح تم إطلاقه لأن السينما تضم في منتجها كل الفنون الستة، وبالتالي باتت هي السابعة لأنها "جامعة" لكل الفنون..

 

ـ بغض النظر عن أسباب اختيار هذا المصطلح، فقد جاءت السينما وغزت العالم، وتم توظيفها بأشكال مختلفة "إيجابًا أو سلبًا"، وبطبعي أتحدث دومًا "وفي كل جوانب الحياة" عن نصف الكوب المملوء..

 

ـ بمعنى أن علينا أن ننظر إلى الجانب الإيجابي للسينما، وكيف يمكن توظيفها لبناء ثقافة الإنسان وشخصيته، وأن نفهم أن السينما ـ وإن كانت معروفة كوسيلة ترفيه ـ إلا أنها وسيلة تثقيف قوية وفعالة جدًّا..

 

ـ ومثلما نجحت "هوليوود" أن تكون معلمًا مهمًّا لأمريكا على مستوى العالم، وكذلك فعلت "بوليوود" الهندية؛ فعلينا ألا نتوقف ونكتفي بالفرجة على ما تحققه هاتان المدينتان السينمائيتان، بل علينا أن نصنع مدينتنا "السينمائية" المنطلقة من عاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا وتراثنا، ونحن قادرون على النجاح في أي مجتمع نقتحمه..

 

ـ بعيدًا عن السينما؛ فأنا شخصيًّا ـ ولا أعلم إذا سبقني أحد أم لا ـ فأعتقد أن هناك فنًّا "ثامنًا" يجب أن نهتم به على مستوى العالم، وبالتأكيد بيننا كسعوديين..

 

ـ هذا الفن هو  "الحوار" الذي أراه بالفعل فنًّا لا يجيده الكثيرون، ومتى أجدناه فإنه أهم من كل الفنون السبعة السابقة، أو مكمل لها..

 

ـ الحوار لا يقتصر على شخصين، بل قد يمتد ليشمل حوارًا بين الشعوب والثقافات، ومتى نجحنا في الحوار "الثنائي"، فإننا لن نجد صعوبة في الوصول إلى الحوار "الجماعي"..

 

ـ في مجالسنا "كسعوديين" نفتقد ـ أو معظمنا ـ فن الحوار وأدبه؛ فتجد أننا نتحدث في الوقت نفسه دون أن نمنح فرصة "الحديث" لشخص، و"الإصغاء" للبقية، وعلينا أن نعرف أن أكثر الناس ثقافة هو أكثرهم "إنصاتًا"، وأقلهم "حديثًا"..

 

ـ المحاور التلفزيوني "الماهر" يستطيع أن ينتزع من ضيوفه كل ما يريد، وأن يوصل لمشاهديه ما يبحثون عنه، وفي الوقت نفسه فإن الضيوف إذا كانوا يجيدون "فن" الحوار فإنهم سيقدمون لمشاهديهم ومستمعيهم ما جاؤوا من أجل تقديمه..

 

ـ أما المقاطعة في الحوار فلا تحقق من أهدافه ـ أي الحوار ـ شيئًا، بل يصبح الأمر مجرد "إضاعة" للوقت، وهو ما نتمناه في هذا العصر..

 

ـ أتمنى أن تشهد الأيام والأشهر وحتى السنوات المقبلة الكثير من الندوات والملتقيات المهتمة "بفن" الحوار، وأن تكون هذه الندوات والملتقيات موجهة لشريحة الشباب؛ لنبني جيلاً متميزًا في "فنٍّ" لو أجدناه لاستطعنا دون عناء أن نتسيد العالم..

 

ـ حتى في منازلنا "مع أطفالنا وأولادنا"، علينا أن نكون حريصين على ممارسة "فن" الحوار الذي نعلم جيدًا "آدابه"، التي لو تمسكنا بها وطبقناها فإننا حينها سنكون أجدنا "فن" الحوار..