بهرنا جوارديولا وهو يحقق الانتصار تلو الآخر في كل البطولات التي يخوضها مع السيتي هذا الموسم.
قبل ليلتين حقق فوزاً مهماً على ليستر سيتي وتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة، مما يقرب الفريق من حلم التتويج برباعية تاريخية تتمثل في الدوري الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
ما بهرني أكثر من الستة عشر انتصاراً المتتالية التي حققها الفريق في الدوري الإنجليزي هو الاعتماد على لاعبين تحت العشرين بشكل مستمر.
ففي لقاء ليستر الأخير شارك أساسياً بلاعب عمره 17 عاماً. فيليب فودين الذي شارك مع المنتخب الإنجليزي للناشئين في كأس العالم هذا العام كان أحد نجوم المباراة.
وعندما قرر جوارديولا إخراجه في الدقيقة الأخيرة من الشوط الثاني أشرك مكانه شاباً آخر بالكاد أتم 18 ربيعاً ليشارك لأول مرة مع الفريق الأول.
في الكرة السعودية يحتل كبار السن دكة الاحتياط بشكل مستمر خاصة في الفرق الكبيرة إذ لا تخلو مباراة من لاعب تخطى الثلاثين يشرب الشاي وهو يلعب بشاربه بكل ثقة منتظراً الفرصة لإثبات وجوده.
مشاركة اللاعب الكبير أساسياً في الفريق هي شيء طبيعي وحق لا يمكن أن يُسلب منه، فهو مبدع ويملك الخبرة والقدرة على خدمة فريقه، ولكن المؤلم هو وجود اللاعب الكبير في الاحتياط كورقة رابحة ليقتل عشرات الأوراق اليانعة التي تنتظر الفرصة.
في الكرة السعودية أعدنا تعريف اللاعب الصغير وأصبحنا نطلق هذا الاسم على لاعبين وصولوا لمنتصف العشرين.
وهنا يكمن الخلل، فإذا لم يُمنح اللاعب الفرصة للعب مع الفريق الأول قبل العشرين فإنه لن يتعلم ولن ينضج إلا عندما يقترب من الثلاثين وبعدها نطالب باعتزاله.
نحتاج اليوم إلى توجه واضح وقوي من الاتحاد السعودي لمنح اللاعبين الشبان الفرصة للمشاركة مع فرقهم.
وهذا يتم بعدة طرق منها مثلاً منح مبالغ مالية للأندية على كل لاعب تحت العشرين يشارك مع الفريق الأول، إضافة إلى منع اللاعبين الذين تخطوا الثلاثين من الوجود على دكة الاحتياط.