نبيه ساعاتي
الاتصالات وغياب الدور الرياضي
2017-12-23

 

وفق آخر إحصائية، فقد بلغ عدد مستخدمي الهواتف الذكية في العالم أربعة مليارات ومئة مليون مستخدم، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد في العقد القادم إلى ستة مليارات مستخدم، وجاءت الصين في المرتبة الأولى بعدد 679 مليونًا، بينما حلت ثانيًا الهند، بعدد 403 ملايين، فالولايات المتحدة بعدد 271 مليونًا، ولدينا أفاد نائب محافظ الاتصالات لقطاع التنظيم والمنافسة محمد التميمي، في المؤتمر الذي عقد في الرياض مؤخرًا، بأن إجمالي اشتراكات الهاتف المتنقل بلغت خلال الربع الثالث من عام 2017، 44 مليون مشترك ـ على اعتبار أن هناك من يقتني أكثر من هاتف متنقل ـ، موضحًا أن نسبة انتشار الهواتف الذكية بلغت 138.7%، أما بالنسبة للأجهزة الذكية، فبلغت نسبة انتشارها 88%، وهي نسبة عالية جدًّا قياسًا بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 45% فقط.

 

هي بلا شك أرقام مفرحة، على اعتبار أنها ستنعكس إيجابًا على إيرادات شركة وطنية؛ الأمر الذي سيساعد على ترسيخ متانة الاقتصاد السعودي، ولكن من الجانب الآخر، فالسبب الرئيس وراء ارتفاع هذه الأرقام هم الشباب، فكما أشارت الهيئة العامة للإحصاء، فإن نسبة الشباب السعودي إلى السكان هي 67%، وشبابنا متيمون بالأجهزة الذكية، وبالتالي كان الأمل في أن تقدم شركة الاتصالات الموقرة خدمات مباشرة وغير مباشرة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع، كما كانت تعمل في السابق، عندما كانت ترعى الأندية التي تستحوذ على اهتمام الشباب.

 

وعندما تقدم شركة الاتصالات مثل هذا الدعم، فذلك في الواقع من أبسط واجباتها تجاه شباب الوطن أولاً من حيث المفهوم الاقتصادي، فمن يحقق لك الربح توليه مزيدًا من الاهتمام، ثم من حيث الواجب الوطني تجاه السواد الأعظم من المجتمع؛ ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، الملاعب تمتلكها شركات خاصة كالستيبل سنتر في لوس أنجليس وإي تي إند تي في سان أنتونيو وتشاز في ماديسين سكوير بنيويورك، وغيرها، ناهيك عن الملايين التي تدر على الأندية من الرعاية والإعلانات. 

 

وإذا كانت هيئة الاتصالات ـ والأمر ينسحب على كل الشركات الكبيرة التي تربح المليارات دون أن تقدم أي مقابل للمجتمع ـ لا ترغب في دعم الأندية مباشرة؛ فمن المفترض أن تقوم بخطوة مثل هذه كإنشاء "استادات" رياضية ضخمة.

 

إنجاح دورة الخليج

 

أشار نواف التمياط نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إلى أن مشاركة المنتخب السعودي في "دورة الخليج 23"، التي تستضيفها الكويت الشقيقة، كانت بمثابة دعم سعودي للكويت، ودعمًا للرياضة الكويتية بعد رفع الإيقاف عنها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ذلك على الرغم من ضيق الوقت وازدحام روزنامة المشاركات السعودية، ذلك بعيدًا عن تحقيق اللقب أو حتى المنافسة عليه، وبالتالي فعلى الجمهور السعودي ألا يتحين كأسًا أو لقبًا، وألا يضعها معيارًا لتقدم الكرة السعودية..

 

شخصيًّا كنت أرى عدم المشاركة لأن البطولة لم تعد تحمل قيمة كما كانت في السابق، كما أن سقف تطلعاتنا بصراحة ارتفع كثيرًا عن البطولات الإقليمية.